السبت، 9 أكتوبر 2010

المنسي


هذا الوصف ينطبق تماما علي حالة اقليم شرق السودان فقد درجت المنظمات الدولية المعنية باوضاع حقوق الانسان في العالم علي استخدام تعبير (شرق السودان الازمة المنسية) لوصف حالة البؤس والفقر في الاقليم الاستراتيجي الغني بالموارد والثروات فقد ظل الاقليم يئن لعهود طويلة تحت  وطاءة  الظروف القاسية المتمثلة في الفقر المدقع الذي يطحن انسان الشرق ويسبب الامراض القاتلة المرتبطة بالجوع والعوز كالسل وحمي الضنك وسؤ التغذية للاطفال والامهات في مجتمع ترتفع فيه نسبة الامية والجهل وتقل فيه موارد مياه الشرب للانسان والحيوان
إن انابيب النفط التي تعبر الاقليم لتصل الي الميناء الرئيس  قد تنضب من السائل الاسود بعد تقرير انفصال جنوب السودان لكن هذا لا يغير من حال انسان الشرق فقد مرت  ملايين الجالونات من البترول عبر ارض الشرق ولم تخلف سوي الفقر والتهميش والاقصاء  للاقليم
إن مساوي الفشل في ادراة الحكم للدولة السودانية  لنصف قرن من الزمان أو يذيد تجدها مجسمة في حالة اقليم شرق السودان كما تقول التقارير فان نسبة الجهل والامية وسط الاطفال والفتيات علي وجه الخصوص في تنامي وزيادة فالتعليم  من خلال  نظام الداخليات  الذي تركه الاستعمارالانجليزي انهار تماما وخلت فصول الدرس من التلاميذ
والمساكن المصنوعة من (الابراش) والوبر(والصفيح) (واعواد المسكيت) والرمل تخترقها الشمس المحرقة والطبيعة القاسية شكلت تضاريس حياة الناس  في الشرق والفضاء الواسع يفترش البؤس والفقر والمرض والعطش حيث انعدام الامل بالتغيير رغم اتفاقيات السلام الموقعة
إن اختلال ميزان العدالة يبدوا واضحا  وجليا في حالة الشرق فسكان الاقليم واصحاب الارض لايجدون حقوقهم في ثروة اقليمهم والمشاركة بعدالة في الحكم  إن العالم لايهتم  بالازمة الانسانية  في شرق السودان كما يهتم بقضية دارفور وجنوب السودان فغالب اهل الشرق من البدوا الذين يقطنون مناطق بعيدة وقاسية التضاريس يصعب وصول المنظمات واجهزة الاعلام  لها كما إن هناك قيودا  توضع علي الحركة من قبل السلطات ولهذا تظل ازمة الاقليم بعيدة عن انظار وسمع العالم الي حين.
 سنوات الجفاف والقحط في الريف ادت الي هجرة اعداد ضخمة  نحو مدن الاقليم الرئيسة (بورسودان) (كسلا)(القضارف) وهي مدن تفتقراصلا الي الخدمات وسبل العيش الذي يتطلب  قدرا من  العلم والمهارة و النضال ولهذا فان افق العمل وكسب الرزق امام هؤلا  تتضائل فيحملون الاثقال والبضائع علي ظهورهم  في الميناء  الذي هو مصدر الدخل الوحيد  والمتاح  لامثالهم حيث لا تعليم او مهارات اخري لكسب الرزق هذا الميناء تقول الاخبار إن الحكومة تسعي لخصخصته
إن شرق السودان هو القضية المنسية التي تستحق الاهتمام من العالم  ويجب إن تشغل بال اهل الاقليم اولا  فالتجارب التي مرت بهم تؤكد إن نظرة المركز الي الاقليم  لاتختلف باختلاف الحكومات وانما هي نظرة ثابتة  للاستفادة من  ثروات وخيرات وموقع الاقليم الاستراتيجي والميناء دون الاهتمام بالسكان واوضاعهم أو تنمية الاقليم أوعدالة المشاركة لاهل الاقليم في السلطة والحكم الفدرالي 
وهي نظرة تهتم بالارض والثروات دون النظر للانسان فالاقليم ظل يعامل كالبقرة الحلوب التي تدر اللبن لصاحبها  دون الاهتمام  بالراعي هل يحصل علي حقوقه  كاملة ؟؟
ولهذا فان وحدة اهل الشرق ضرورة حتي يكون طرح قضية الاقليم  قويا ومسموعا ومرتكزا علي المطالب المشروعة التي تكفلها القوانين الدولية  وتحمي بموجبها الاقليات العرقية وتحافظ علي حقها في الوجود
إن قضية الشرق ليست قضية حزب معين أو جهة بعينها ،كما انها ليست ضد حزب سياسي أو عرقية معينة. لكنها  قضية شعب  يرفض القهر والاقصاء والتهميش ، قضية ثروات ضائعة وتنمية مفقودة ،  قضية  شعب يطالب  بعدالة المشاركة في الحكم والسلطة
قضية تحتاج للوحدة والاجماع والوقوف صفا واحدا من ابناء شرق السودان في الداخل والخارج فكلنا يا أخوتي  في الهم شرق ..  

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

عاصفةالحسم

بسم الله الرحمن الرحيم عاصفةالحسم شعر / ادريس نور محمد على * تاقت النفوس لأرض الطهر .......والنقاء الحرم الشريف قبلة النور ومحط الرجاء م...