بورتسودان: محمد عثمان:
منعت السلطات بولاية البحر الاحمر قيادات الاحزاب بالولاية من مقابلة المبعوث الامريكي الخاص للسودان اسكوت غرايشن الذي يتواجد الآن ببورتسودان.
وقال الامين السياسي لمؤتمر البجا عبد الله موسى عبد الله في تصريح لـ»الصحافة« ان تنظيم المؤتمر تفاجأ بمنع السلطات لقيام لقاء للمبعوث الاميركي ،لعدم اكتمال الاجراءات من قبل وزارة الخارجية السودانية.
وابدى عبد الله، استيائه من الخطوة واعتبرها تقليلا من شأن الاحزاب، وتابع بقوله »ليست هذه هي المرة الاولى التي نقابل فيها مسؤولين من الادارة الامريكية«. وعقد غرايشن اجتماعا مطولا مع منظمات الامم المتحدة العاملة في ولاية البحر الاحمر واستمع الى تنوير شامل عن الاوضاع الانسانية بالولاية، ومن المتوقع ان يكمل باقي زيارته ومقابلة بعض المسؤولين بحكومة الولاية.
الخبر أعلاه اوردته جريدة الصحافة في عددها رقم 6302 بتاريخ السبت 5/2/2011م وكما ورد بالخبر فان المبعوث الامريكي الخاص للرئيس باراك اوباما الجنرال المتقاعد اسكوت غرايشن فاجأ الجميع في مطار بورتسودان وهو يدلف الي صالة الوصول بدون برتكولات أواضواء وحسب نص الخبر فان الزيارة كانت بغرض لقاء منظمات الامم المتحدة العاملة في ولاية البحر الاحمر حيث استمع الي تنوير شامل عن الاوضاع الانسانية بالولاية
وكما هو واضح من سياق الخبر فان السلطات قد منعت قيادات الاحزاب من مقابلته حيث عبر القيادي بمؤتمر البجا عبدالله موسي عن استيائه جراء ذلك المنع واعتبرها تقليلا من شأن الاحزاب
علي كلا فان زيارة غرايشن في حد ذاتها تعبر عن اهتمام متنامي من قبل الادارة الامريكية بملف شرق السودان ورغم ان الزيارة لم تشمل لقاء الاحزاب السياسية الناشطة في الاقليم الا انها تعطي مؤشر قوي لاحتمال ان تسعي الادارة الامريكية عبر مبعوثها سكوت غرايشن للجلوس مع القوي السياسية والناشطين في الاقليم وربما ستجد السلطات الحكومية نفسها محرجة اذا اصر السيد اسكوت غريشن علي لقاء يجمعه بتلك القوي في وقت تسعي فيه حكومة السودان لكسب رضاء الادارة الامريكية بشتي السبل كما هو واضح من خلال مواقفها الاخيرة فيما يتعلق باستفتاء جنوب السودان والقبول بنتائجه التي اظهرت تصويت شعب الجنوب لصالح الانفصال باكثر من 98%
تعامل الحكومة مع احزاب الشرق فيه نوع من عدم الاحترام والاستخفاف والازدراء غير المقبول اطلاقا ففي الوقت الذي تلتقي فيه قيادات حزب المؤتمر الوطني بالمبعوثين من اقطار العالم دون أي قيد أو شرط وتسمح الحكومة لاحزاب اخري مثل الامة القومي والاتحادي الديمقراطي والمؤتمر الشعبي والحركة الشعبية بحرية لقاء المبعوثين تمارس الحجر والمنع مع احزاب الشرق وهي تمارس سياسة التعتيم الاعلامي والتهميش السياسي علي اقليم شرق السودان وهذه السياسة ليست جديدة علي (الخرطوم) فهي تطبقها منذ الاستقلال عن الاستعمار البريطاني العام 1956 ولهذا يجهل العالم كل الحقائق عن الاوضاع السياسية والانسانية في شرق السودان
العام 2006 تم توقيع اتفاق سلام شرق السودان في العاصمة الارترية اسمرا في ظل غياب تام للمجتمع الدولي الذي اشترطت الحكومة ابعاده عن المفاوضات وبالتالي تم التوقيع علي اتفاق السلام في غياب ضامنين من الدول الكبري كالولايات المتحدة الامريكية وبريطانيا وفرنسا والنرويج كما ان المنظمات الاقليمية كالاتحاد الافريقي وايقاد لم تشارك في انجاز الاتفاق الذي انهي (9) سنوات من الحرب وعدم الاستقرار في الاقليم
هذا الغياب من المجتمع الدولي كان خطاء استراتيجي وقعت فيه جبهة شرق السودان وندمت عليه لاحقا عندما اخلت الحكومة بتنفيذ كثير من بنود اتفاق السلام فيما يتعلق بقسمة الثروة والسلطة وهيكلة الخدمة المدنية واستيعاب المقاتين والمسرحين .
بريطانيا من خلال سفيرتها السابقة في الخرطوم عبرت عن سعيها لعقد مؤتمر دولي لشرق السودان ولكن الحكومة اجهضت الفكرة وسارعت الي حث دولة الكويت وجامعة الدول العربية لتبني فكرة مؤتمر المانحين لشرق السودان في الكويت هذا المؤتمر فشل في تحقيق قدر من الاجماع والمشاركة حوله وسط اهل الشرق والكثيرين لا يتوقعون منه ان يحقق التحول المطلوب في التنمية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق