نقلا عن جريد الصحافة
عمود الجوس بالكلمات
للاستاذ/ محمد كامل
ان من اكبر التحديات التي تواجه ابناء شرق السودان الناشطين في القوى السياسية واحزاب الشرق ومنظمات المجتمع المدني وقطاعات الشباب والمرأة والزعامات الاهلية في نظارة الهدندوة والبني عامر والرشايدة والحباب وابناء شرق السودان بالخارج وكافة العموديات الموجودة بالولايات الثلاث، والقيادات المستنيرة من اهل الشرق الذين يقفون على كافة المعلومات حول مؤتمر المانحين، اكبر تحدٍ يقف امامهم هو الاتفاق حول آلية مشتركة مع الهيئة الخيرية الكويتية التي تمثل المانحين مع استصحاب ادارات التنمية بحكومات ولايات الشرق لضمان استفادة السكان في تلك المناطق المهمشة من المشروعات الحيوية التي ستنفذ من اجلهم ، ومن المهم ان ينشط الشباب والشيوخ من اجل تكوين هذه الآلية قبل ان يتلاعب الخبثاء بأموال المانحين خاصة وان مؤشرات ذلك قد تبدت جلية عبر المزاعم عن امكانية اقناع المانحين الكويتيين بأن من يدفع مبلغ مليار دولار يجب ان توكل اليه مهمة تكوين الآلية ، ان كافة الاساليب الملتوية ما عادت تنطلي على احد ولن تسمح القوى الحية الممثلة للشرق بتكرار خدعة لعبة ( خم الولد ) الورقية ليتم عبرها التكويش على مليارات الدولارات وتوجيهها الى غير محلها وتفويت الفرصة الوحيدة التي هيأها الله لاهل الشرق بعد عجز كافة الحكومات المتعاقبة عن ازالة التهميش وتوفير الخدمات الضرورية لسكان تلك المناطق . نعم يجب ايقاف كافة اشكال الفساد وعمليات ( خم الولد ) وخم الرماد .
ثم ان مسألة تنمية القدرات القاعدية يجب ان تكون لها الاولوية حين الشروع في تنفيذ المشروعات في القرى والفرقان في محليات الولايات الشرقية ، ومن المهم ان يدرك الجميع ان القيادات الشعبية في الاحياء والقرى والمدن ستكون نعم المراقب الحصيف لكافة المشروعات، ولن تتكرر مهزلة الشركات والمنظمات المنفذة لمشروعات بعطاءات غير مراقبة وتكلفة عالية لا تتناسب وحجم المشروعات ، لقد صرفت على مثل هذه المشروعاتاكثر من ثلاثمائة مليون دولار دون جدوى، ثم وجد الناس انفسهم يركبون الطائرات بحثاً عن المزيد من الدولارات لإطالة امد المسألة فهل سيسمح اهل الشرق وقواه الحية بتكرار هذا السيناريو ؟ نعم يجب الا يتم إرساء اي عطاء مجدداً للمنظمات والشركات الخاصة وانما تنفيذ المشروعات يجب ان يوكل لبيوت الخبرة والشركات الاقليمية والدولية والعربية وبعض الشركات السودانية ذات السمعة الحسنة وفق اعلانات شفافة ومنافسات شريفة.
ان التحديات كثيرة وهي تحيط بأهل الشرق إحاطة السوار بالمعصم ولكن ومع ذلك هم قادرون على تجاوز اشكالية تكوين آلية نظيفة لتوظيف اموال المانحين بحيث يستفيد منها السكان البسطاء في تلك البقاع وتنعكس على واقعهم المتردي انتعاشاً اقتصادياً واجتماعياً وشعوراً طيباً بالانتماء لوطن كبير تحكمه النزاهة بدلاً عن الاستبداد ، نعم ستسعى (القطط السمان ) للحيلولة دون تكوين اهل الشرق لآليتهم بحرية وسيعمدون الى اقتراح مقترحات شريرة مغلفة بعناية وقد تتخللها التهديدات ولكن الوعي الذي عم ولايات الشرق الثلاث خاصة فيما يتعلق بأموال مؤتمر المانحين سيكون عاصماً من الوقوع في الشبكات الاخطبوطية ، وقد علمنا ان كافة الكبار من اهل الشرق لهم رأي فيما جرى وما سيجري ويحتفظون بحقهم كاملاً في ابداء كافة الآراء في الوقت المناسب .
لقد جاءت الفرصة لاهل الشرق بعد غياب طويل ومن المهم ان ينتهزوها بجدارة ويشمروا عن سواعد الجد لنهضة الشرق دون ان ينسوا مكافأة اؤلئك النشطاء من خارج الاقليم الذين سعوا بجد عبر اللجنة العليا لانجاح مؤتمر المانحين فقد ادوا دورهم بنجاح وتبقت المسؤولية على اهل الشرق ليكونوا آليتهم حسب الاتفاق بينهم .نسأل الله التوفيق للجميع..ولنا عودة .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق