الاثنين، 4 أكتوبر 2010

الزكري العشرون لانهيار (جدار) برلين فاليسقط (جدار) الانفصال في السودان



الثالث من اكتوبر 2010 يصادف الزكري العشرون لانهيار جدار برلين وتوحيد الالمانيتين وهو حدث وملحمة وطنية شهدها العالم وتمر بنا هذه الزكري في هذه الايام وبلادنا تمر بمنعطف تاريخي يهدد وحدتها الوطنية ووحدة ترابها وسلامة واستقرار شعبها حيث سيجري استفتاء جنوب السودان في التاسع من يناير 2011وسط اجواء مشحونة بالمشاعر والعواطف الوطنية مابين الذهول و الشفقة والخوف علي مصير الامة والوطن ، ونحن نعايش زكري انهيار جدار برلين ووحدة الشعب الالماني جالت بخاطري مزيج من كل تلك المشاعر وجدت نفسي اشرع في كتابة هذا المقال ومستصحبا حالة التطور والنمؤ الضخم الذي حققته المانيا الموحده حتي صارت من الدول الكبري في عالم اليوم وهي قد تعافت تماما من التبعات والاثارالمدمرة للحروب العالمية الاولي والثانية التي خاضتها المانيا النازية وانتهت باستسلامها للحلفاء

المانيا اليوم نموذج حي للوحدة( الجاذبة) التي اضاعها( الشريكان) (المؤتمر الوطني) و(الحركة الشعبية) وكذلك الاحزاب السياسية التي اكتفت بدور المتفرج ، حققت المانيا الوحدة التي تصنع التطور ولا تعرف المستحيل، الوحدة التي ترتقي بالامم وتعزز نهضة الشعوب باسباب العلم والمعرفة الوحدة التي ترسخ قيم الحق والعدالة والحرية والديمقراطية للمواطن.

قصة وحدة المانيا كما يرويها الموقع اللالكتروني لسفارة المانيا الاتحادية في القاهرة بصورة مبسطة ومختصرة يقول : بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية ، فيما يعرف بالساعة صفر ، كانت ألمانيا قد تم تدميرها بالكامل ، وصار هناك نقص حاد فى المأكل والملبس ، ولم يكن للمرء أن يجد ما يسد رمقه ويبقيه على قيد الحياة إﻻ فى السوق السوداء. أما "الثلاثة الكبار" ، رئيس الوزراء البريطانى تشرشيل والرئيس اﻷمريكى روزفيلت (ومن بعده ترومان) وكذلك الدكتاتور السوفييتى يوزيف ستالين ، كان هؤﻻء الثلاثة الكبار هم من قرروا مصير ألمانيا ، حيث انتهجوا سياسة تجريد ألمانيا من الجيش والسلاح وتطهيرها من العناصر النازية وحددوا أطر التطور اﻹقتصادى واﻹقليمى ﻷلمانيا.

جرى تقسيم ألمانيا إلى منطاق احتلال ، وقد سارت الحياة وتطورت بصورة مختلفة فى هذه المناطق المحتلة فى السنوات اﻷولى عقب انتهاء الحرب ، فإنشأ الحلفاء نظاما فيدراليا فى المناطق الغربية ، بينما أقام المحتل السوفيتى فى منطقة اﻹحتلال السوفييتى كيانا لدولة مركزية تقوده كوادر شيوعية. وقد أرست هـﺫه السياسة المختلفة التى انتهجتها القوى المحتلة أساس الحرب الباردة وما تبع ﺫلك من تقسيم ﻷلمانيا فيما بعد ، حيث تأسست فى عام ١٩٤٩ دولتان جديدتان هما جمهورية ألمانيا اﻹتحادية وجمهورية ألمانيا الديمقراطية (ألمانيا الشرقية). وقفت هاتان الدولتان فى أثناء الحرب الباردة موقفا عدائيا تجاه بعضهما البعض فى إطار تحالفاتهما السياسية مع القوتين العظميين آنـﺫاك وهما الوﻻيات المتحدة اﻷمريكية واﻹتحاد السوفييتى. فمنـﺫ منتصف عام ١٩٥٠ قامت جمهورية ألمانيا الديمقراطية بإغلاق حدودها مع جمهورية ألمانيا اﻹتحادية من خلال التعزيزات العسكرية للحدود اﻷلمانية الداخلية التى تكللت باكتمال بناء سور برلين فى ١٣ أغسطس ١٩٦١.

وبمرور السنين أصبحت الحياة فى جمهورية ألمانيا الديمقراطية تشهد تأزما مضطردا فى اﻷوضاع اﻹقتصادية ، وقد أصبح جليا أن النظام اﻹقتصادى واﻹجتماعى فى جمهورية ألمانيا الديمقراطية لم يعد قادرا على تلبية احتياجات المواطنين السياسية واﻹقتصادية واﻹجتماعية. فارتفعت أعداد أولئك الذين أصبحوا يؤمنون بعدم قدرة الحكومة على اﻹصلاح ، وانعكس ذلك فى زيادة اعداد الطلبات المقدمة للسفر إلى الخارج أو حتى فى ازدياد حاﻻت الهروب إلى جمهورية ألمانيا اﻹتحادية.

شهد صيف عام ١٩٨٩ حاﻻت هروب جماعية قام بها مواطنون من جمهورية ألمانيا الديمقراطية. وشرعت المجر فى ٢ مايو ١٩٨٩ فى هدم الحواجز الحدودية التى تغلق حدودها مع النمسا ، فترتب على ذلك قيام المئات من مواطنى جمهورية ألمانيا الديمقراطية بمحاولة الهروب إلى الغرب عبر دولة المجر. وفى نفس الوقت توجه الكثيرون منهم إلى سفارات جمهورية ألمانيا اﻹتحادية فى بودابست وبراغ ووارسو والممثلية الدائمة فى برلين الشرقية للحصول على وثائق سفر ألمانية غربية. وقد اضطرت السفارات التى تم اقتحامها إلى اغلاق أبوابها فى شهرى أغسطس وسبتمبر بسبب اكتظاظها بأعداد اللاجئين. أما جمهورية ألمانيا الديمقراطية نفسها فقد شهدت المزيد والمزيد من التظاهرات ، ﻻسيما تلك المسيرات اﻹحتجاجية التى كان يتم تنظيمها يوم اﻹثنين من كل أسبوع اعتبارا من ٤ سبتمبر فى مدينة ﻻيبتسيج ، والتى كانت تجذب دوما المزيد من المشاركين فيها.

وفى ٩ نوفمبر ١٩٨٩ قرأ جونتر شابوفسكى بيانا أمام عدسات التصوير أعلن فيه السماح على الفور للمواطنين باالسفر للخارج فى رحلات خاصة (وأيضا إلى جمهورية ألمانيا اﻹتحادية وبرلين الغربية) دونما حاجة إلى تقديم مبررات ، ومن ثم اندفع اﻵلاف إلى المناطق الحدودية. أما قوات حرس الحدود التى لم تكن جاهزة لهذا التطور فقد فتحت المنافذ الحدودية بسور برلين فى البداية بطريقة منظمة ، لكنها فقدت السيطرة تماما من جراء اندفاع حشود المواطنين التى تعذر السيطرة عليها. وفى اليوم التالى زار الملايين من مواطنى جمهورية ألمانيا الديمقراطية المدن المجاورة فى جمهورية ألمانيا اﻹتحادية ، ﻻسيما الشطر الغربى من برلين. وشهد ذلك اليوم مشاهد كثيرة للتعبير عن السعادة والفرحة حيث شرع المواطنون الذين ﻻيعرفون بعضهم فى اﻹحتفال معا فى الشوارع.

كما شهد شهر يناير من عام ١٩٩٠ العديد من مسيرات يوم اﻹثنين اﻹحتجاجية ، فتغير الشعار الذي كان سائدا آنذاك من "نحن الشعب" إلى شعار نادت به الجماهير يقول "نحن شعب واحد". وفى مارس من عام ١٩٩٠ بدأت المفاوضات المشتركة بين القيادة الجديدة آنذاك فى جمهورية ألمانيا الديمقراطية وبين الحكومة اﻹتحادية التى كان يرأسها آنذاك المستشار اﻹتحادى هلموت كول. وقد أدت تلك المفاوضات فى البداية إلى توقيع اتفاقية بين الدولتين بشأن إنشاء منطقة اتحاد اقتصادى ونقدى واجتماعى مشتركة ، ودخلت هذه اﻹتفاقية حيز النفاذ فى ١ يوليو ١٩٩٠ ، وأصبح المارك اﻷلمانى هو العملة الرسمية لجمهورية ألمانيا الديمقراطية. وأعقب ذلك فى ٣١ أغسطس من عام ١٩٩٠ توقيع "اتفاقية الوحدة" والتى تم اﻹتفاق فيها على الكيفيات التى ستنظم انضمام جمهورية ألمانيا الديمقراطية إلى جمهورية ألمانيا اﻹتحادية. وعليه تم إعادة توحيد ألمانيا فى ٣ أكتوبر ١٩٩٠. ومن ثم جرى إلغاء العيد القومى ﻷلمانيا والذى كان يتم اﻹحتفال به حتى ذلك الحين فى ١٧ يونيو من كل عام.

كانت تلك قصة المانيا وانهيار جدار برلين ونحن في السودان اكثر شعوب العالم حوجة للنظر في تجربة الشعب الالماني الذي توحد رغم كل الظروف السياسية والاطماع الدولية التي كانت تفرض علي المانيا إن تبقي مقسمة ويستمر جداربرلين الذي كان يفصل بي ابناء الشعب الالماني الواحد ولكن بالارادة والعزيمة والاصرار حقق قادة الشعب الالماني علي جانبي الجدار رغبة الامة الالمانية في الوحدة وضربت القيادة السياسية في المانيا الشرقية مثالا رائع في الاستجابة لرغبة شعبها واشواقه للوحدة وكان بامكانها إن تؤجج من الخلاف وتشعل نيران التفرقة ليظل الوضع كما هو دون تغيير ولكنها سلكت طريقا اخر فيه نوع من الوفاء والخلاص والتضحية الوطنية ، تجربة المانيا الاتحاية في زكراها العشرون نهديها الي كل الانفصاليين في السودان في الشمال والجنوب وندعوهم للتراجع قبل فوات الاوان وان يكفوا ايدهم والسنتهم عن وحدة السودان وشعب السودان وان يتركوا للمواطن في جنوب السودان مطلق الحرية لتحديد قراره دون املاء أو ايحاء أو وصاية من قول أو فعل ونحن واثقون إن فطرة حب الوطن وحب السلام هي التي ستقود خيار اهلنا في جنوب السودان للتصويت لصالح الوحدة ونتمني إن يسقط خيار الانفصال والانفصالين في الاستفتاء القادم ويبقي السودان واحدا وموحدا دائما وابدا
 

هناك تعليقان (2):

  1. فلتذهب وحدة هكذا يموت فيها انسان الشرق وحكومتنا الرشيدة لا تحرك ساكنا هل هكذا تنشد الوحدة انفقت الحكومة بليارات الدولارات من اجل وحدة يلعمونها انها من المستحيلات . في الوقت نفسه انسان الشرق يموت من الفقر والجوع وهم لايحركون ساكنا شكرا لوحدة مزيفة
    واليكم ما خطه اخا عزيزاممن سارعو لنجدة اخوانهم في شرق السودان (طوكر)بعد ان جعلت الدولة ايديها في اذنها خوفا نت ان تسمع صيحات الاطفال او انات العجزة الذين انهكهم العياء
    منقول من سودانيس اون لاين
    حمد الله وصلنا مساء اليوم للخرطوم بكامل عددنا 7 افراد وصلنا بعد زيارة استقرغت الاسبوع لجنوب طوكر
    زرنا خلالها 20 قرية في محلية عقيق وراعنا الاهمال الحكومي لتلك المنطقة ولانسانها وشهدنا بأم اعيننا
    المشكلة ليست في خور يفيض ويغلق المنطقه ويمنعها الدخول او الخروج ويقطعها عن التواصل من الاخرين
    شهدنا بأم اعيننا معنى التهميش والتغييب والتجهيل عشرين قرية ولا مدرسة واحدة كاملة الاساتذه 20
    قرية ولا مساعد طبي ناهيك عن طبيب!!! عشرين قرية وكل الخضار الذي شاهدته فيها لا يتجازو 2 كيلو طماطم
    وقرعة واحده كبيرة و 6 كيلو بصل في طربيوة واحده فقط في سوق مرافيت (وهي المنطقة التي تسمى مدينة)
    عشرين قرية ومظهر الحياة يتلاشى عشرين قرية والعمى يصيب من يصيب لاسباب ثانوية هي النقص الكامل للمواد
    التي تدعم البصر .
    ما رايناه مروع ومفزع ويعجز اي للسان عن قوله لكنا لن نصمت وسنحكي الحكاية حتى يعلم الجميع ماذا يحدث
    لانسان الشرق وحتى يعلم الجميع كيف يذهب الوطن من ايدينا .

    العار العار علي كل مسؤل في هذه البلاد
    وتباً لوطن يقتُل شعبه .

    ردحذف
  2. العزيز ابو منتصر
    الوحده الكاذبة نهج حكومات المركز منذ الاستقلال هي لم تعمل للوحده بل سعت لتهميش الاطراف واقصائها ولم تكن حكومات البلد حريصة علي وحدة الشعب وانتهجت سياسات ادت في النهاية الي ان يصل الجنوب الان الي تقرير المصير
    وما تفضلت به يخصوص تعامل الحكومة مع الازمة الانسانية جراء فيضانات جنوب طوكر هو ممارسة لنفس نهج الضلال القديم لحكومات المركزفي حق ابناء الشعب السوداني في طوكر او غيرها في كل مكان
    لطوكر الله ولها اصحاب الضمير الانساني من ابناء الوطن شكرا لك وشكرا لكل من ساهم في تخفيف معناة اهل جنوب طوكر

    ردحذف

عاصفةالحسم

بسم الله الرحمن الرحيم عاصفةالحسم شعر / ادريس نور محمد على * تاقت النفوس لأرض الطهر .......والنقاء الحرم الشريف قبلة النور ومحط الرجاء م...