الخميس، 23 سبتمبر 2010

تقليص المخاطر في الأحياء العشوائية الفقيرة

22/سبتمبر/2010


أفاد تقرير جديد أن المخاطر العالية للتعرض للكوارث التي يواجهها مليار نسمة من سكان الأحياء الفقيرة في جميع أنحاء العالم يمكن أن تنخفض بشكل كبير في ظل الاستثمار الحكيم.

وفي هذا السياق، قال ماتياس شمالي، وكيل الأمين العام للاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر، خلال إطلاق تقرير الكوارث في العالم لعام 2010 في نيروبي: "لا يمكننا وقف التمدين ولكن لا ينبغي أن نكون ساذجين، فوجود توجه ما لا يعني حتمية المصير...بالإمكان فعلاً الحيلولة دون وقوع الكوارث".

وأضاف شمالي أنه يجب إيجاد حلول للحد من مخاطر الكوارث والاستعداد لها من خلال "الحوار مع السكان المتضررين والتحرك من الأسفل إلى الأعلى".

ويركز تقرير الكوارث في العالم 2010 على المخاطر في المناطق الحضرية، مع تحذير الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر من تعرض 2.57 مليار شخص من سكان الحواضر الذين يعيشون في الدول ذات الدخل المنخفض والمتوسط لمستويات غير مقبولة من المخاطر تغذيها سرعة التمدين وسوء الحكم المحلي والنمو السكاني وضعف الخدمات الصحية وتصاعد موجات العنف في المناطق الحضرية.

ووفقاً للتقرير، من المتوقع أن يرتفع عدد سكان الحواضر الذين يعيشون في الأحياء العشوائية الفقيرة والمزدحمة من حوالي مليار نسمة إلى 1.4 مليار نسمة بحلول عام 2020. كما أضاف التقرير أن إفريقيا، التي يغلب عليها في كثير من الأحيان الطابع الريفي، "تضم حالياً ساكنة حواضر (412 مليون نسمة) تفوق ساكنة الحواضر بأمريكا الشمالية (286 مليون نسمة)".

وعلق شمالي على ذلك بقوله: "أصبحت المناطق الحضرية الآن بمثابة مناطق ريفية جديدة". نحن نعلم أنه من الأفضل تقديم البذور بدل الطعام... يجب أن نستثمر بشكل أكبر في مجال التأهب مثلما اتضح من الكارثتين اللتين حدثتاً مؤخراً في هايتي وتشيلي حيث كان حجم الكارثة أكبر في تشيلي ولكن التأثير كان أسوأ في هايتي".

ووفقاً للاتحاد الدولي للصليب الأحمر والهلال الأحمر، غالباً ما يكون الفقر الحضري وخطر الكوارث متشابكين بشكل وثيق، ومن المتوقع أن يزداد ارتباطهما أكثر بسبب تغير المناخ. وأوضح الاتحاد الدولي أنه "في أي سنة معينة يمكن أن يموت أكثر من 50,000 شخص نتيجة الزلازل وأن يتأثر 100 مليون شخص آخر بالفيضانات، والأكثر تضرراً هم سكان المدن الأكثر ضعفاً في كثير من الأحيان".

القيادة

من جهته، أفاد جيمس كيسيا، نائب الأمين العام لجمعية الصليب الأحمر الكيني، أن هناك حاجة لإعادة النظر في تعريف التنمية الاجتماعية. وأضاف أن "الرجل الإفريقي العادي الذي يعيش في منطقة ريفية لن يسكن في غرفة واحدة مع أطفاله ولكن هذا أصبح معتاداً على نحو متزايد في المستوطنات العشوائية في المناطق الحضرية؛ ويبدو أننا تركنا مثل هذه القضايا الاجتماعية رهينة بالتنمية الاقتصادية. لا يمكن أن تترك القيادة للحكومة وحدها، يجب علينا أن نتشارك جميعاً لخلق بيئة مواتية للتنمية الاجتماعية".

وتشكل الإدارة الحضرية الجيدة موضوعاً متكرراً في تقرير 2010 عن الكوارث في العالم، في ظل تأكيد الاتحاد الدولي على ضرورة ضمان تمكين الناس ومشاركتهم في تطوير بيئتهم الحضرية "وعدم تهميشهم أو تعريضهم للكوارث وتغير المناخ والعنف واعتلال الصحة".

ونقل الاتحاد الدولي للصليب الأحمر والهلال الأحمر عن ديفيد ساتيرثويت، الكاتب الرئيسي لهذا التقرير وزميل المعهد الدولي للبيئة والتنمية، قوله أن "أزمة الفقر في المناطق الحضرية وسرعة تزايد المستوطنات العشوائية وزيادة الكوارث الحضرية تنتج عن فشل الحكومات في جعل مؤسساتها تتأقلم مع التمدين...كما أنها تنبع في جزء منها من فشل وكالات المعونة في مساعدة الحكومات على القيام بذلك، حيث أن معظم وكالات المعونة لا تملك سياسات تمدين ملائمة كما أنها ترددت منذ فترة طويلة في دعم التنمية الحضرية بما فيه الكفاية".

حقوق الطبع والنشر © شبكة الأنباء الإنسانية "إيرين". جميع الحقوق محفوظة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

عاصفةالحسم

بسم الله الرحمن الرحيم عاصفةالحسم شعر / ادريس نور محمد على * تاقت النفوس لأرض الطهر .......والنقاء الحرم الشريف قبلة النور ومحط الرجاء م...