الأحد، 5 سبتمبر 2010

حي بغداد

بغداد هو اسم أحد الاحياء الفقيرة في اطراف مدينة بورسودان الجنوبية ربما لم يسمع به البعض ولم تسلط عليه الاضواء و لم يجد من يهتم بحال اهله من عامة الناس البسطاء وربما لم تطائه قدم (مسؤل) (كبير ) أو (صغير) ولم يهتم باوضاع اهله الاعلام الذي هو في شغل شاغل لعرض انجازات الحكومة في السياحة و(الظلط) والمتنزهات و(الكورنيش) وغيرها من قشور (التنمية) التي لا علاقة لها بالانسان واحتياجاته الاساسية والملحة (للغذاء) و(مياه الشرب ) و(التعليم) و(الصحة) و(السكن) و(العمل) و(الضمان الاجتماعي) حي (بغداد) ولا اعرف بالتحديد الغرض من تسميته علي(بغداد) عاصمة جمهورية العراق الشقيق وعاصمة الخلافة الاسلامية في عهدها الزاهر ايام الدولة العباسية ولكنني اعتقد انه ربما كان هناك مايجمع اهل حي (بغداد) واهل بغداد (العراق) في عهدنا هذا وربما كانت المصائب حقا تجمع المصابينا ولله في خلقه شؤون .
حي (بغداد) الذي يشغل مساحة ضيقة لاتتعدي (3500مترمربع) في اطراف مدينة بورسودان الجنوبية مكون من مجموعة (اكواخ ورواكيب ) و(صنادق) شيدت من جوالات الخيش (الشوالات) والخرق البالية و(الصفيح )(والخشب) وعيدان (المسكيت) والحي علي ضيق مساحته ( مكتظ بالناس) اكثر من (5000) نسمة والبيوت البائسة والضيقة التي لا تقوي علي الصمود تحت هجير شمس الصيف و لفحات (السموم) المحرقة في مدينة بورسودان المشهورة بارتفاع درجات الحرارة التي تقارب احيانا ال( 50 درجة مئوية )
هذه البيوت البائسة لا تقي اصحابها المطر والبرد أو العواصف والرياح وهم معرضون لاخطار ومتاعب مثل الغرق والحريق وانتشار الأوبئة والامراض بفعل الزحام والاكتظاظ السكاني في مساحة ضيقة وانت تدخل الحي تلحظ وجوه الاطفال واجسادهم النحيلة الغضة يظهرفيها الطفح الجلدي و(البثور) من جراء ارتفاع درجات (الحرارة) وتطالع قي اعينهم مرارة (البؤس) والفقر والحرمان .
وانت تسير عبرالازقة الملتوية كانها المتاهة والبيوت المتداخلة واكوام (النفايات) و (القاذورات) و (الاوساخ) واسراب (الذباب) و(البعوض) التي تحيط بالمساكن و الناس يقضون حاجتهم في العراء وعربات الكارو (السقايين) التي تجرها (الحمير) تجوب ازقة الحي الفقير والناس يدفعون مقابل صفيحة الماء الي ماتصل قيمته احيانا (جنيه ونصف) أو تزيد والناس يعيشون علي الكفاف وحياة البؤس والشقاء والعناء ولكنهم راضون بما قسم الله لهم يقبلون علي الحياة بالايمان والصبر والامل تمتلي بهم المساجد في اوقات الصلاوة ويدعون الله أن يرفع عنهم البلاء والغلاء والظلم اللهم انا نسالك إن تجيب دعواهم امين يارب العالمين.
سوق الحي يحتوي علي (قهوة أو اثنتين) يلعب فيها الشباب العاطلين عن العمل الورق (الكتشينة) ويرتشفون فناجين (القهوة) وبعض المناضد التي خلت من المعروض سوي قليل من الخضار ومنضدة يقف عليها (جزار) وبعض (الكناتين)المبعثرة هنا وهناك وقليل من الباعة والنسوة. لا توجد بالحي مدرسة أو(روضة) وليست فيه (شفخانة) أو وحدة علاجية ولا توجد به (نقطة بوليس) والناس ينتظرون منذ زمن طويل إن تاتي الحكومة وتخطط حي (بغداد) وتدخل الخدمات (الحي) وينعم بها الناس مثلهم مثل غيرهم من مواطني احياء المدينة الراقية و(السياحية) ولهذا صوتوا في الانتخابات للحزب الحاكم بالاجماع كما جاء في نتيجة الفرز علي امل إن تحل مشاكلهم في السكن وتنظر لهم الحكومة بعين الرافة والرحمة والعطف بحسب وعود مرشحي الحزب الحاكم لهم قبل الانتخابات وقد صدقهم البسطاء من اهل حي (بغداد) ولكنهم لم يجدوا منهم غير الصدود والجحود والظلم بعد الانتخابات وليستمر الحال كما هو بل يذداد سؤا مع مرور الوقت وزيادة اعداد سكان الحي وماسأة سكان حي (بغداد) في بورسودان هي في حجم ماساة النازحين في معسكرات (دارفور) إن لم تكن اكبر علي الاقل يجد نازحي (دارفور) من يهتم لامرهم وتوجد عندهم منظمات انسانية تمد يد العون والمساعدة اما في (حي بغداد) لايوجد من يقدم العون أو المساعدة ومشكلة (حي بغداد) تتتشابه مع غيرها من الاحياء العشوائية في المدينة (السياحية) أو في البلد عامة و التي تاؤي الفقراء والبسطاء من عامة الشعب وظاهرة السكن العشوائى تعتبر نتاج للوضع في البلاد التي ظلت تفتقر للسلام والاستقرار السياسي منذ الاستقلال وعانت من الجفاف والقحط الامر الذي ادي الي موجات من النزوح والهجرة الداخلية نحو المدن الرئيسة مما شكل ضغطا علي الخدمات (الضعيفة) اصلا في المقابل لم تتحسب الحكومة لمجابهة ومعالجة مشكلات النزوح ومنها مشكلة السكن العشوائي والتي نتمني إن توضع لها حلول ناجعة وان تخصص لها استراتيجية والية من الدولة للحل وان تعمل الحكومة برامج ومشاريع لتوفير وبناء الماؤي و(السكن الأدمي) باسعار مناسبة وميسرة وتوفر فيها الخدمات الاساسية للاستقرار من (أمن) و(مياه شرب) و(صحة) و(تعليم) و (كهرباء) وغيرها وهي ابسط حقوق المواطن علي الدولة وليتقي الحكام الله في الرعية .
والله المستعان
 
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

عاصفةالحسم

بسم الله الرحمن الرحيم عاصفةالحسم شعر / ادريس نور محمد على * تاقت النفوس لأرض الطهر .......والنقاء الحرم الشريف قبلة النور ومحط الرجاء م...