الجمعة، 3 سبتمبر 2010

فنجان قهوة عامري المذاق


الجبنة شراب لذيذ يحمل نكهة فريدة ومذاق حلو يتسرب في الاوردة والشرايين ويجري مجري الدم في جسد (الولوف)وهو من ادمن شرب القهوة ورغم تسارع عجلة الزمن وتطور صناعة المشروبات ومحاولات شراب( الجوفر)وهو بورسوداني الصنع والنكهة وغيره من مشروبات لزحزحة القهوة او الجبنة من مكانتها عند الناس الا ان الجبنة تظل هي المفضلة دون غيرها وتكتسب يوما بعد يوم مساحة تتمدد عليها ضمن (39) مليون نسمة هم عدد سكان جمهورية السودان حسب التعداد الاخير.والجبنة اضحت برنامج يومي تزاحم علي جدول اعمال الناس ان لم تكن تستحوز عليه كلية كما هو حال الناس في الشرق بولاياته الثلاث كسلا القضارف والبحر الاحمر وللجبنة جماليات تبدا( بالقلية) وهي عملية توضع فيهاحبات البن علي النار بواسطة مقلاة تصنع من الصفيح واحيانا تكون قدح من الخشب او القرع توضع فيه قطع من الفحم المتقد والملتهب وتحرك مع البن - و البن هو بالمناسبة نوعان حبشي واكلموي والاخير هوصغير الحجم مقارنة بالاول -عملية القلي هذه ينتج عنها دخان ورائحة ونكهة منعشة تبعث في نفس( الولوف ) نشوة وتسري في جسده كتيار من الكهرباء تسرب الي الدماغ فايقظ الحواس ونبهها ولذلك نجد ان من شروط الجبنة ان تمرر علي الحضور بعد القلي بغرض استنشاق دخانها وتنسم نكهتها ومن ثم تجري عملية سحن البن ومعه الدواء قد يكون من الزنجبيل اوحتي الفلفل وتتم عماية السحن علي المدق المصنوع غالبا من الخشب واحيانا من الحديد وتتم العملية بايقاع ونغمات موسيقية يصنعاها ارتضام الهاون بقعر وجنبات المدق وكلاهما مع الارض بايقاع منتظم ومنسق تبرع فية النسوة ويجتهدن فيه بتوليف وابتكار انواع جديدة من الايقاع علي المدق وبعد النكهة والموسيق ياتي دور ( الجبنة )وتصنع من الطين بعد حرقه في النار و قد تصنع من الالمونيوم وتلك المصنوعة من الالمونيوم منتشرة في القهاوي التي يديرها الرجال في الاسواق وللجبنة احجام مختلفة لكن لها شكل واحد بطن مقعرة منبعجة ومستديرة وعنق دائري طويل ومقبض لليد علي جنبها وتزين الجبنة بالنقوش والزخارف والرسومات وهو مايزيد من ثمنها عند البيع او الشراء وتوضع الجبنة علي النار بعد( تلقيمها ) بالبن المسحون والماء بنسبة يراعي فيها المقدار حتي لاتصبح الجبنة تقيلة منفرة او خفيفة لاطعم لها بعد تعميرها اي اضافة البن المسحون مع الدواء الزنجبيل اوالفلفل مع الماء يحرك المزيج بهز الجبنة و توضع علي النار وعند فورانها يخرج المزيج من جوفها كبركان ثائر يتلقفها اقرب الموجودين منها واسرعهم حتي لايتدفق كل ما في جوفها ويتم صب قليل من الماء عبر فوهتها لتهداء ثورة البركان فيها ويصب منها علي اناء به ماء يسمي( الشغال )وهو يصنع من الالمونيوم علي شكل اسطوانة لها قدوم يشبه منقار الطائر ومقبض يد طويل يصب المنتج الاسود علي الاقداح المسماة بالفناجين وهي جمع فنجان ويكون ساخنا يرتشفه الولوف قبل ان يبرد ثم يضاف لها الماء مجددا بقدر موزون وتوضع في النار وهكذا تتكرر العملية بعد صب اقداح القهوه كل مرة الي ان يصل العدد خمسة اقداح لكل شخص ويطلق علي الفنجان الاول( رأس ) ومعناها الراس او الاول والثاني( دكم) بكسر الدال وتشديد الكاف وسكون الميم ومعناها الثاني او التثنية والثالث الخضر وهو نبئ الله الخضر والرابع همد شيخ والخامس حامد شيخ وهي اسماء لاولياء صالحين تعطي معني البركة والتبرك بزكرها ومن ادوات الجنة نذكر ايضا الليف قطعة من السعف اوالبلاستك عبارة عن مصفاة تسد بها فوهة الجبنة والوقاية وتصنع من السعف في شكل حلقة ينسج عليها قماش اوبلاستك وتزين بالسكسك والترتر وهناك ايضا المبخر وهومن الطين المحروق والسكرية اناء السكر والملعقة الصغيرة لتحريك فناجين القهوة والهبابة وتصنع من السعف المنسوج في شكل دائري وتسخدم لايقاد النار والماشة عبارة عن ملقط من الحديد للنار وهناك المنضده التي توضع عليها اقداح القهوة وتصنع من الخشب ويراعي فيها مكان للجنة حلقة دائرية توضع عليها.ومن البخور يستخدم الجاولي والعدني الاكثر استخداما ومن الاشياء الجديدة اعداد الفيشار (الذرة الشامية) والحلوي المصاحبة لاعداد الجبنة. موعد جلسة الجبنة غير محدد وتصنع في اي وقت الا ان المتعارف عليه بين الناس هو ثلاث اوقات بعد صلاة الصبح وبعد صلاة الظهر وبعد صلاة المغرب واجمل مافيها هي تلك التي تصنع بعد صلاة الصبح حيث صوت خشخشة البن علي (المقلاة ) ورائحتها الزكية تعطر نسمات الصباح وتنبعث من داخل البيوت لتملاء الارجاء والمكان ومن اجمل معالم مدينة بورسودان صينية الجبنة بالليف علي الوقاية والفناجين الستة والملعقة الصغيرة منظر جميل يريح النفس ويرسخ في الذاكرة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

عاصفةالحسم

بسم الله الرحمن الرحيم عاصفةالحسم شعر / ادريس نور محمد على * تاقت النفوس لأرض الطهر .......والنقاء الحرم الشريف قبلة النور ومحط الرجاء م...