ختام المؤتمرالدولي للمانحين والمستثمرين لشرق السودان الذي انعقد بدولة الكويت الشقيقة في الفترة من 1-2/12/2010م احتفلت به اجهزة الاعلام الحكومية في الخرطوم باعتباره انجازا عظيما وفتحا مبينا تحقق لصالح انسان شرق السودان وكعادتها دائما تسعي الحكومة الي تضخيم اعمالها واضفاء هالة من القداسة الزائفة عليها ولكننا سنري كيف يصير ذلك الانجاز والفتح الحكومي المزعوم سرايا مع الوقت مع احترامنا الكامل وتقديرنا الفائق لدولة الكويت اميرا وحكومة وشعبا مؤكدين ثقتنا التامة في الكويت ومبادرتها الاخوية والانسانية الكريمة تجاه قضية اهلنا في شرق السودان وهذا عهدنا دوما مع اشقائنا في الكويت القلب العطوف النابض بالخير والحب لكل العرب والمسلمين في بقاع العالم وما قدمته الكويت من كرم وعطاء وجهد هو عرفان طوقت به جيد الشعب السوداني وسيظل يحفظه لها اهلنا في شرق السودان.
شعبنا في شرق السودان اذ يقدر ذلك كله يري إن من الواجب علي اخوتنا في الكويت ضمان وصول تلك الاموال والمكرمة الكويتية (نصف مليار دولار) الي اصحابها ومستحقيها وذلك عن طريق الاشراف المباشر عليها وكذلك كل الدول الاخري التي قدمت امولا لشرق السودان عليها ضمان وصول تلك الاموال الي وجهتها المخصصة حتي يتحقق النجاح الفعلي للمؤتمر
إن نجاح المؤتمر الحقيقي في الادارة الرشيدة لتلك الاموال وليس مجرد الفرحة والبهجة بحجمها ومقدراها كما تصوره اجهزة الاعلام الحكومية في الخرطوم، المواطن في شرق السودان لديه تجربة سابقة مع مايسمي صندوق تنمية واعمارشرق السودان والذي اسس بموجب اتفاق شرق السودان العام 2006م هذا الصندوق فشل تماما في تحقيق اهدافه رغم إن الحكومة السودانية التزمت بملغ 600مليون دولار كميزانية لعمل الصندوق ولم توفي بالتزامها هذا رغم مرور 4 سنوات من عمر الصندوق والاتفاقية ، فكان نتاج ذلك احباط وشعور بالغبن اصاب قطاع عريض من ابناء شعبنا في الشرق .
فاتني كثير من الكلمات التي تفضل بها المشاركون من ممثلي الدول والمنظمات والمؤسسات ولكنني اود التوقف عند كلمة السيد ممثل الحكومة الكندية الذي حاول إن يعطي انطباع عن متابعته لما يجري في شرق السودان وزكر انه كان في زيارة لبعض مدن الاقليم مؤخرا وتحدث عن الاستقرار و التطور الحادث في بورتسودان كمثال وقال سيادة ممثل الحكومة الكندية إنه تم رصد ميزانية مقدارها 6مليون دولار لهذا العام بالاضافة لدعمهم لبرامج ومشاريع اليونسيف وغيرها من المنظمات الانسانسة العاملة قي ا لبسودان كلام السيد ممثل الحكومة الكندية يبين انه لم يطلع جيدا علي تقارير اليونسيف ولا حتي التقارير التي قدمتها الحكومة السودانية للمؤتمر ونود إن نساله عن نسبة وفيات الامهات والاطفال دون سن الخامسة في كندا مقارنة بما هو موجود في شرق السودان وهل يعرف سعادة ممثل كندا نسبة التلاميذ في عمر الدراسة ونسبة تعليم الفتيات في الشرق مقارنة بماهو موجود في بقية ولايات السودان الاخري وهل يجد إن هناك تطورا في البيانات المقدمة التي زكرناها ثم لماذا لم يتطرق السيد ممثل الحكومة الكندية لموضوع الحريات العامة وملف حقوق الاقليات التي تعترف بها كندا وتطبقها علي مقاطعة (كويبك) الناطقة بالفرنسية .
خلاصة القول إن مداخلات ممثلي الدول الغربية كندا واسبانيا وايطاليا كانت دون الحدث ولا اعرف سببا لحضور اسبانيا وايطاليا مع وجود ممثلة للاتحاد الاوربي في المؤتمروالتي جاءت مداخلتها جيدة وموضوعية مع العلم إن للاتحاد الاوربي الية عاملة في شرق السودان منذ التوقيع علي اتفاق سلام الشرق العام 2006 وهي برنامج إعادة بناء وتنمية الشرق (ERDP) قد تحدثت ممثلة الاتحاد الاروبي عن مبلغ 24 مليون يورو تستهدف مشاريع المياه والتعليم والصحة بالتركيز عل مرض الكلازار في ولاية القضارف وكذلك برتامج الدمج والتسريح (DDR) وبناء وتعزيز السلام ومكافحة الفقر وتاهيل دلتا القاش وطوكر وتاهيل وبناء القدرات في الحكومات المحلية وهي تطرقت ايضا لموضوع حقوق الانسان والحريات والترحيب بجهود الحكومة في مجال دعم التعليم وخاصة تعليم الفتيات وكذلك في مجال التطعيم وصحة الامهات والاطفال نقطة اخري في غاية الاهمية زكرتها ممثلة الاتحاد الاوربي وهي إن شرق السودان هو اكبر منطقة مستقبلة للاجئين في القرن الافريقي وشرق افريقيا ولهذا تركز موفوضية الاتحاد الاوربي عملها بالتعاون مع منظمات الامم المتحدة لتخفيف الضغط علي موارد الاقليم .
نكتة المؤتمر
التزام الحكومة 1,6 مليار وستمائة مليون دولار لصالح التنمية في شرق السودان كانت هذه احلي نكتة اسمعها في المؤتمر علي لسان رئيس الوفد الحكومي السيد / موسي محمد احمد - مساعد الرئيس السوداني ورئيس حزب مؤتمر البجا الحزب المطلبي العريق في الاقليم الذي ظل يشكوي قادته مرارا وتكرارا من عدم التزام الحكومة بمبلغ ال600 مليون دولار التي التزمت بها لصندوق اعمار شرق السودان ومن اداء الصندوق نفسه وتقصيره في اداء دوره ومهامهه و السيد/ موسي محمد احمد ذات نفسه كان له نفس الراي ونزكر هنا حديثه لجريدة الوطن العدد (2682) بتاريخ 12/1/2010 وذلك ردا علي سؤال الجريدة له ضمن حوار تم معه السؤال والاجابة عليه كما يلي :
(ضعف مشاريع صندوق إعمار الشرق وعدم تلبيتها لطموحات أهل الشرق بالإضافة لإدارة الصندوق التي تحدث عنها الناس كثيراً مطالبين بإشراك ادارات فاعلة وملمة بقضايا أهل الشرق فما هو دوركم؟
- حقيقة أن جملة مبالغ الصندوق حسب اتفاق الشرق 600 مليون دولار كل عام يتم تنفيذ مشاريع الصندوق لمدة أربعة أعوام بواقع 150 مليون دولار للعام وفي العام الماضي بلغت جملة مبالغ الصندوق 30 مليون دولار فقط وهذا مبلغ ضعيف جداً ، حيث تم توزيعه على الولايات الثلاث في اجازة مشاريع إسعافية بلغت 218 مشروع كلها في الجانب الخدمي ، وهذا العام بلغت جملة الصندوق 33 مليون ونؤكد أن هذه المبالغ ضعيفة للغاية لا تلبي طموحات المواطنين ونحن بصددنا نقوم بمجهودات للحصول على مبالغة ضخمة تلبي طموحات المواطنين في تنفيذ المشاريع ، وهنا نشير إلى أن الغرض الصيني لم يتمكنوا من إرسال شركاتهم. كما تؤكد أن ثالوث الرعب والجهل والفقر والمرض لا زال يهدد انسان الشرق وعند حضورنا لم يكن للصندوق هيكلة واضحة ولكن هنا ستكتمل هيكلة الصندوق بعد أن تمت اجازتها بين المؤتمر الوطني وجبهة الشرق ونحن نسعى لتطوير الصندوق)
هل تغيرت الحكومة فاصيبت بداء الكرم الطائي في الكويت حتي تلتزم بملغ ضخم هكذا وهي التي عجزت عن سداد 600 مليون دولار بحسب اتفاق الشرق ثم من هو الذي يصرح بهكذا التزام السيد / موسي محمد احمد الذي يعتبر طرفا موقعا علي اتفاق سلام الشرق هل سيدفع مؤتمر البجا أو جبهة الشرق 1،6مليار وستمائة مليون دولار بدلا عن الحكومة وحزب المؤتمر الوطني ماهذا الغبث والخلط في الادوار كان من المفترض إن يلتزم بهكذا تعهد ممثل لحزب المؤتمر الوطني في الحكومة أو وزير المالية الاتحادي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق