الاثنين، 11 أكتوبر 2010

انطباعات عن اللقاء التفاكري الثالث الخاص بمبادرة رتق دثار الشرق بمدينة القضارف


خلال اللقاء التفاكري في اطار مبادرة رتق دثار الشرق و الذي عقد بدار المعلمين بمدينة القضارف بعنوان وماذا بعد يا أبناء شرق السودان ؟؟؟ بتاريخ الاحد 10/10/2010م والذي قصد منه حشد الدعم لمبادرة الوحدة التي تستهدف ابناء شرق السودان بمختلف توجهاتهم السياسية والفكرية وقد تحدثت في اللقاء الدكتورة امال محمد ابراهيم رئيس حزب المنبر الديمقراطي لشرق السودان والتي فاتني حديثها للاسف لوصولي متاخرا ولكن مما فهمته من خلال رودها لاحقا انها تحدثت بشكل عام عن المبادرة وكان لي شرف مخاطبة اللقاء التفاكري وقد اعتزرت عن التاخير بداية ثم ابتدرت حديثي زاكرا اهمية اقليم شرق السودان وهو بمثابة قلب السودان النابض ويمتاز بموارد عديدة وثروات كثيرة وخيرات عميمة بالاضافة الي اطلالة مميزة علي البحر الاحمر بساحل يمتد حوالي 700 كيلو متر وانه يجاور ثلاث دول بحدود مباشرة هي ارتريا واثيوبا ومصر ودولة رابعة عبر البحر المملكة العربية السعودية كما إن الاقليم يسكنه شعب هو من اقدم شعوب العالم وان حضارة شرق السودان عمرها اكثر من اربعة الف سنة وان هذا الشعب عاصر شعوب العالم القديم وكانت له مع الفراعنة والبطالسة واليونان والاغريق والرومان والهنود والاتراك والانكليز وغيرهم علاقات ومصالح وتاريخ من المدافعة والمنافع والتجارة وغيرها من الشؤن الاخري
وقلت ايضا إن شعب شرق السودان كان له دوره الكبيروالواضح في مسيرة التحرر الوطني ومقاومة الاستعمار باعتراف المستعمر نفسه وقد اوردت في هذا الصدد قصيدة (الفزي وزي) لروديارد كبلنج الشاعر البريطانى المعروف والذي كان يرافق الجيش الانكليزي
وذكرت إن اول مراتب الظلم والتهميش التي تعرض لها شعب شرق السودان كانت غمطه ذلك الحق التاريخي وتجاهل ثقافته واسهامه الكبير في مسيرة التحرر الوطني والتهميش والاقصاء للاقليم وهو ما ارتكز عليه مؤتمر البجا عام 1958م كحركة مطلبية نشاءت وتاسست للمطالبة بحقوق الاقليم واوردت قصيدة الدكتور محمد عثمان جرتلي التي القاها في المؤتمر وقد عبرت القصيدة عن مطالب اهل الشرق بصورة لطيفة وجميلة اكدت إن الشرق منحاز للوحدة والقومية لكنه يطلب حقه من اخوانه في الوطن بصورة سلمية وحضارية وقلت اننا اشد مانكون حوجة للتعاضد والتواثق علي عقد جديد بمفاهيم جديدة تكفل الحقوق المدنية ( للاقلية العرقية) من السكان الاصليين شعب شرق السودان وقلت إن القوانين والمواثيق الدولية تكفل تلك الحقوق وتصونهاوطالبت بمشاركة حقيقية لابناء شرق السودان في السلطة وهيكلة الدولة واحترام ثقافة شعب شرق السودان وارثه التاريخي وقلت إن اتفاق شرق السودان قد استنفد ولم يعد له وجود وانه كان هشا وفضفاضا في بنوده وبالتالي لم يلبي طموح شعب شرق السودان وان الشارع ألان في حالة غليان واحتقان وغبن شديد بعد فشل الاتفاق وقلت ايضا إن صندوق الاعمار اهتم بالحجر بدلا عن البشر الذين جاء من اجلهم وان البني التحتية والقاعات التي يشيدها الصندوق وغيرها شان يخص الحكومة وتلك هي واجباتها وان الصندوق يجب إن يوفر برامج ضمان اجتماعي ودعم الاسر والافراد دعم مباشر من اجل التعليم و الصحة والغذاء ومياه الشرب والسكن والعمل وتوفيروسائل الانتاج وقلت إن صندوق المانحين الذي تجهز له الحكومة في الكويت لم يشرك اهل الشرق ولم يستشيرهم في شان يخصهم ولهذا لن تكون المشاريع التي اعدتها الحكومة ذات معني لانها اقفلت المعنيين بالتنمية ولم تجهز لمؤتمرات ولم تعقد ورش للعمل بمشاركة اهل الشرق ثم إن اختيار توقيت المؤتمر ليس مناسبا في وقت ينشغل فيه المجتمع الدولي باستفتاء الجنوب عليه لن يجد المؤتمر القدر المناسب من الاهتمام والتغطية الاعلامية وعليه فان تفسيري لاصرار الحكومة هو رغبتها في تحصيل مال المانحين في الكويت قبل انفصال الجنوب لدعم الخزينة وكانت تلك مجمل مداخلتي باختصار واهم النقاط الواردة فيها وقد تفاجاءت تماما بمداخلات الاخوة المشاركين الذين تداخلوا تعقيبا علي تلك النقاط التي اثرتها متهمين احزاب الشرق بالعنصرية والعلمانية وغيرها من الكلام الفج الذي يردده جوقة حزب المؤتمر الوطني واعلامه الغشيم وان المعركة هي بين العلمانية والاسلام وخلافه واستنكروا فكرة اللقاء واتهموا احزاب الشرق بالفشل في الانتخابات وان مرارة الفشل هي التي دفعت بنا لمثل هكذا دعوة وقد قال قائلهم إن الحركة الاسلامية والمؤتمر الوطني قدموا الكثير من المدارس وفتح الجامعات ممتنا علي اهل الشرق بتلك الاعمال ولهذا فانهم منتمون لهذا الحزب ثم تبرع احدهم بان اتهمنا بالتحريض واننا نمثل استهداف خارجي وادوات لدول اخري لاستهداف السودان وان حزب المؤتمر الوطني قد اطعمهم المن والسلوي وسقاهم وليست لهم مشكلة يعانون منها وليست هناك مشكلة في شرق السودان أو حتي في عموم السودان وطلب من المنصة إن تناقش دور اهل الشرق في صناعة الوحدة في الاستفتاء وما بعد الاستفتاء وشكك في نوايا من قام بهذا البرنامج في هذا التوقيت بالذات ودعي الجمهور بعدم الاهتمام بما قاله المتحدثون في المنصة وللعلم هذا الشخص حضر معنا الاعداد للقاء التفاكري وكان مشاركا وجزءا من العمل في الاعداد والتجهيز له ولكن فاجاءنا بحديثه هذا فسبحان الله مغير الاحوال هل هناك من يلعب دور اخونا هذا يعيش بيننا وينتمي لنا ويعمل بتلك الطريقة الرخيصة والجبانة وقد قال فيما قال لافض فوه اننا قبل المؤتمر الوطني كان اسمنا (حبش) أي والله قالها هكذا في الميكرفون دون إن ترمش له عين وقد جاء بعض الاخوة وعبروا لي عن استيائهم من كلام الاخ هذا وانهم ارادوا العراك معه وضربه ولكنني هداءتهم وطلبت منهم عدم التعرض له لاننا لا نريد العراك والاختلاف وانما هدفنا هو وحدة الصف والكلمة وقد عبر الرجل عن رائه وقناعاته بعدها تحدث احد الاعمام بمرارة شديدة وهو رجل كبير السن عن الطريقة التي عومل بها من قبل ادارة الجوازات والجنسية وكيف احاله الظابط المسؤل الي مكتب التحريات الجنائية والذي شخبط له في ورقة حملها مرة ثانية للظابط الذي اخبره إن قرار ونتيجة التحري( انك ياعم ...قد انكرت صلتك بابن عمك ولهذا فهو لا يستحق الجنسية ) كيف انكر شخص هو اخي قطعت له مساحة اسبوع من وقتي ومسافة طويلة سفرا حتي اصل اليكم من اجل استخراج الجنسية سؤال مرير طرحه عمنا بصدق وتجربة لقصة حية علي الهواء مباشرة تحكي التهميش والاقصاء وردا عمليا لكل متحزلق للحزب الحاكم
اعاب علينا البعض كما قلت الفكرة من اساسها وزعموا انها انكفاءة علي الذات وغير عملية وان مشكلتنا هي مشكلة السودان وانها يجب إن تري من خلال هذا المنظور وقرر البعض إن المشكلة في الانتماء واقترحوا وحده بين دولة ارتريا وشرق السودان واخر اقترح كنفدرالية تشمل القرن الافريقي لان المحيط واحد والتاريخ واحد وغيرها من المبررات ثم قرروا اننا نناقش القضية بسزاجة وقصر نظر وان القضية لا تناقش هكذا البعض من الشباب كان متحمسا وطالب بالخروج وحمل السلاح والدعوة لانفصال الاقليم وزموا تقاعس احزاب الشرق وركونها لدعوة الحكومة بالسلم والحوار ومطالبتها بالالتفات لمشكلة الشرق وحلها وهناك من قال اننا اتينا دون هدف ودون فكرة ايضا كانت هناك مدخلات قيمة وعقلانية قالت إن القضية واضحة ألان وان احزاب الشرق عليها إن تقرر إن الوضع في السودان بشكله الحالي يلبي طموحها وفي هذه الحالة عليها إن تغير ادواتها وتنخرط في كيان اكبر وجسم قومي لتحقيق ماعجزت عن تحقيقه واما عليها إن تخرج حاملة السلاح من جديد مطالبة بانفصال الاقليم وفي هذه الحالة سيخرج معها الجميع
كانت تلك جملة المداخلات ومادار في اللقاء الذي تميز بضعف الحضور لكن قيمته انه كان حضور نوعي من الشباب والمثقفين من ابناء الشرق وربما كانت الغالبية هي من المنتمين للحزب الحاكم علي مايبدوا
كان ردي لكل اؤلئك اننا في شرق السودان اسلاميين قبل الحركة الاسلامية والمؤتمر الوطني وموجودون في هذه الارض قبل إن يكون السودان أو تكون ارتريا ولا نعرف لها سيدا ومالكا غيرنا ولهذا نريد حقوقنا كاملة وغير منقوصة اينما كنا وكيفما نحن ثم نحن عرب وافارقة قوميين وحدويين واتحاديين وكل تلك المسميات
وبعد هذا كله مازلنا نطالب بحقنا اين هو؟؟؟
ليس عيبا إن نطالب بحقنا وحق اهلنا ولايحق لاحد إن يتهمنا بالعنصرية والجهوية لاننا نرفع صوتنا عاليا ونجهر بقضايا اهلنا في الشرق إن لم نعبر عن همومهم ومشاكلهم فمن يعبر عنها ؟؟ ومن يعرفها ويحس بها اكثر منا؟؟؟ حقا لايحك ظهرك مثل ظفرك
قضايا دارفور يتصدي لها ألان ابناء دارفور ويجب إن يتصدي لقضية الشرق ابناء الشرق لن ياتي اهل المريخ لنصرة قضية الشرق إن لم نفعل هذا نحن فمن سيفعل ليس عيبا إن نقول اننا مهمشون ومظلومون
ولايات دارفور الثلاث يحكمها ألان ابناء دارفور ونحن كم نملك في ولاياتنا وحكوماتها الثلاث حكومة ولاية القضارف كمثال لا يوجد فيها شخص واحد من ابناء الشرق ولا حتي الذين يدافعون عن الحزب الحاكم ألان ليس لهم وزن ولا يعيرهم حزبهم قيمة مع العلم إن قاعدة الحزب الحاكم في الولاية هي من ابناء الشرق وقد فاز بهم وباصواتهم وقد شهدنا المبايعة المهزلة التي رتبت للوالي باسم البني عامر والمبالغ الكبيرة التي دفعت لتمويل حملته وقد ذهب كل ذلك العمل هباء منثورا بعد الفوز هل اخواننا في حكومات دارفور هم مؤتمر وطني درجة اولي واخوتنا من ابناء شرق السودان درجة ثانية في المؤتمر الوطني ولهذا تلتزم الحكومة باشارك اؤلئك في الحكم وتحرم هؤلا و لا تقيم لهم وزن رغم الوطنية والقومية التي يتمشدقون بها كلنا كنا نتمي في مراحل سابقة للحركة الاسلامية ولكن تركناها حينما احسسنا انها انحرفت عن المسار واقامة ميزان العدل وتحكيم قيم الشرع الحنيف وعندما ركنت لزخرف الدنيا وزينتها وهجرت منهج الدين القويم وهو حال ونهج حزب المؤتمر الوطني الان
دارفور لها خمس وزراراء في وزارات سيادية كم نملك نحن ابناء الشرق مقارنة بهم ولوا انه لاتوجد مقارنة اصلا ومع هذا يتهمنا البعض بالعنصرية وهم من كرس لها واسس بنيانها
نحن لم ناتي الي اللقاء لنفرض علي الناس راي مسبق وانما قصدنا طرح السؤال ماذا بعد يابناء شرق السودان؟؟؟ حتي لا نتهم باننا اصحاب اجندة وغرض كما حصل ألان وكنا نقصد إن نسمع من الناس ونعرف ارائهم ونخرج باجابة نجتمع حولها وتفسير ذلك باننا لا نملك موضوع كما قال البعض هو تفسير غير موضوعي لفكرة اللقاء إن اتينا بشئ قالوا اننا اصحاب غرض واننا لم نشاورهم وان كنا نعرف الاجابة حقا فلماذا ندعوهم وغير هذا الكلام . والحقيقة اننا نريد ان تاتي منكم ايها الناس الاجابة ونريد من منكم إن تنتبهوا في هذه المرحلة فبعد تاريخ 9/1/2011م سيتغير السودان جغرافيا وسياسيا واقتصاديا واجتماعيا وثقافيا وديمغرافيا وستتشكل الدولة من جديد بطريقة مغايرة تماما ومختلفة تماما فهل انتم جاهزون هذا ما اردنا قوله والتعبير عنه بامانة
في بريطانيا العظمي الديمقراطية العريقة يوجد حزب يشارك في الحياة السياسية في ايرلندا وهو حزب العمال الايرلندي ولم يعترض عليه احد وهناك احزاب في النرويج ودول اخري في اوربا و في العالم تنتمي لاقاليم ومناطق وتنشط فيها ولها وزن وثقل فيها لكن لم يحجر عليها أو علي نشاطها ولم تتهم بالعنصرية ثم اين هو مشروع الاسلام السوداني من المشروع الاسلامي المطبق في ماليزيا؟؟
شتان مابين هذا وذاك وهب اننا اسلاميون وقوميون ووطنيون هل معني هذا إن نصمت ونرضي بالمقسوم لنا من التهميش والاقصاء ثم إن الحكومة ليست كلها وظائف تنفيذية هناك هياكل الدولة الاخري البنوك الحكومية ومنها بنك السودان المركزي المؤسسات والشركات والسلك الدبلوماسي والبعثات الخارجية وبقية اجهزة الدولة والجامعات والخدمة المدنية ونحن لدينا الشباب المؤهل والخرجين في كافة المجالات اين هي حقوقهم؟؟ واين حصة الشرق؟؟ نحن ندعوا بصورة سلمية وبالحوار والمجادلة بالحسني ولا ندعوا للعنف وهو امر سنقوم به إن اجبرنا عليه أو اضطرننا له في وقته وحينه ولكل حادث حديث ولكننا مازلنا نؤمن إن الحوار خير وسيلة للوصول الي تراضي وطني لبنا الدولة السودانية ونحن علي قناعة إن الوحدة علي اسس جديدة هي افضل خيار نقدمه لشعب شرق السودان ونقول يجب علي ابناء الشرق إن لايستحوا أو يخافوا أو ينزوا عن الساحة بحجة انتمائهم للحركة الاسلامية أو أي حزب اخر وعليهم إن يتصدوا بانفسهم لقضاياهم في الاقليم ولهذا نحن نطالب بنظام فدرالي حقيقي تكون فيه حقوقنا مصانه ومحمية بنص الدستور يعين فيه اهل الاقليم والولاية ظابط الجوازات ويختارون فيه مسؤول الاراضي وموظف الحكومة من ابناء الاقليم ويخصص فيه قدرا من موارد وثروات الاقليم حتي نكتفي ، نظام فدرالي حقيقي يلبي حجياتنا ويخدم قضايانا لانحتاج فيه لشئ ياتينا من المركزغيرحوجتنا الي المؤسسات القومية المعروفة حتي نستطيع إن نحل مشكلة عمنا في الجنسية وغيرها من القضايا الاخري
وسنواصل باذن الله إن اتسع لنا صدر اخواننا في الحزب الحاكم ونحن شاكرين ومقدرين دور السلطات المختصة التي صدقت لنا علي قيام البرنامج ولم تحجر علي نشاطنا فلهم منا الشكر والله المستعان. 

.

السودان بين النفق المظلم والمستقبل المجهول .

بقلم: أ.د.الطيب زين العابدين
الأحد, 10 تشرين1/أكتوير 2010 17:29
  نقلا عن موقع سودانيل
قال لي أحد المستمعين لمحاضرتي عن «قضايا ما قبل وبعد الاستفتاء»، التي نظمتها بكفاءة قبل أيام قليلة منظمة دلتا الطوعية التي يتولى رئاستها زعيم الهدندوة الشيخ أحمد محمد الأمين ترك، في مدينة كسلا الخضراء: لماذا تبدو متشائماً ولا تعطينا شيئاً من أمل؟ ورغم تعاطفي مع السائل الذي لا حيلة له في الأحداث التي تجري من حوله رغم انتمائه للحزب الحاكم ولم يجد في جعبته ما يرد به على أطروحتي التي وصفها بالمتشائمة قلت له بصدق لا يخلو من «مساخة»: ليس من مهام المحلل السياسي أن يبيع الناس الأحلام والأوهام، تلك مهمة يحذقها السياسيون من وزن الريشة وما أكثرهم في بلادنا! وقد باعوكم ما يكفي من الأحلام والأوهام حتى ما عدتم تعرفون الحقيقة وهي شاخصة بكل معالمها القاسية أمام ناظريكم. ولعلي أصبحت أميل إلى القسوة في التعبير عن الاحتمالات والمآلات المتوقعة رداً على بائعي الأحلام والأوهام وأملاً في أن يحفز ذلك بعض العقلاء من المسئولين في الدولة والسياسيين والنشطاء في الشأن العام أن يتداركوا الأمر ويتخذوا من الخطوات مهما بلغت قسوتها ما هو ضروري لتصحيح المسار حتى لا تقع النازلة الكبرى التي يمكن أن تؤدي إلى استشراء العنف واندلاع الحرب وتشظي البلاد من أطرافها. وقادة الحكم نائمون في العسل وعاجزون عن الحركة في الاتجاه الصحيح ويأملون في معجزة تنزل من السماء لتنقذهم من النوازل دون أن يفعلوا شيئاً!
يبدو أن السودان بعد عقدين من حكم الإنقاذ قد وصل إلى مرحلة فاصلة من تاريخه قد تعني وجوده أو لا وجوده، فهو مهدد من الجنوب بانفصال متوتر قد يقود إلى نزاعٍ وحرب بسبب الاختلاف على 20% من الحدود بين الشمال والجنوب، وقيام استفتاء تقرير المصير في موعده المضروب، ومن هم سكان منطقة أبيي الذين يحق لهم الاقتراع في الاستفتاء، والقضايا التسع العالقة التي نصّ عليها صراحة قانون الاستفتاء. والسودان مهدد أن تصبح المشورة الشعبية في كل من ولايتي النيل الأزرق وجنوب كردفان بذرة لتمرد جديد يطالب بتقرير المصير أو بوضع يشابه وضع الجنوب في اقتسام السلطة والثروة ولا يقنع أهل الولايتين بمطالب محدودة لتحسين أوضاع المواطنين يتفاوض عليها مع الحكومة المركزية كما تقول اتفاقية السلام الشامل؛ ومهدد أن تنفجر دارفور مرة أخرى بعد أن يضرب لها الجنوب المثل في انتزاع استقلاله بالقوة والمعاضدة الدولية؛ وسيطمع أهل الشرق في تحسين اتفاقيتهم وتطبيقها بعد أن بلغ ضعف الحكومة ما بلغ. ولماذا يتفرج الآخرون وهم يشهدون بأعينهم كيف أن المطالب لا تنال بالتمني ولكن تؤخذ الدنيا غلابا؟ وتضع تلك المهددات والاحتمالات مستقبل السودان في كف عفريت ولا يعرف أحد كيف تنتهي هذه الأزمات التي تحيط بالبلاد من كل جانب.
واكتشفت الحركة الشعبية أن المؤتمر الوطني نمر كبير من ورق يستجيب للضغوط الخارجية والداخلية أكثر مما يستجيب للمعاهدات والقوانين والمصلحة العامة، وآن لها أن تستأسد عليه وتسجل اعتراضاتها على سياساته ليس بالانسحاب من المجلس الوطني أو مجلس الوزراء كما فعلت سابقاً ولكن بالتهديد والوعيد أن تفعل ما تشاء دون أن تأبه لاتفاقية أو دستور ولتفعل حكومة الخرطوم ما تريد، وتستقوى الحركة في كل ذلك بالمجتمع الدولي الذي يناصرها ظالمة أو مظلومة ولا يسألها دليلاً على دعواها واتهاماتها ضد الحكومة. وكأني بالحركة تلوح بمواجهة مع الخرطوم قد تصل مرحلة النزاع المسلح، وتستعد لذلك بتسليح الجيش الشعبي بالدبابات والطائرات وتدريبه وانتشاره شمالاً إلى قرب الحدود مع ولاية النيل الأبيض، وبمحاولة توحيد جبهتها الداخلية في الجنوب بالعفو عن الضباط والمليشيات الذين تمردوا عليها وحملوا السلاح ضدها مثل جورج أتور وقلواك دينق ومليشيات التغيير الديمقراطي، وبتوقيف أعضاء المؤتمر الوطني في الجنوب واعتقالهم ومنعهم من الدعوة للوحدة، ولا غرابة أن بدأ قادة المؤتمر الوطني في الجنوب يهجرون المركب الغارقة زرافات ووحدانا فقد عجز الحزب العملاق عن حمايتهم والدفاع عنهم أو أن يرد على الحركة بذات القدر. وتظن الحركة الشعبية أنها في موقف تستطيع فيه أن تملي إرادتها على المؤتمر الوطني في كل القضايا العالقة بما فيها الحدود وأبيي والجنسية والبترول ومياه النيل. وينبغي أن تفهم تصريحات الفريق سلفاكير ميارديت الساخنة وغير المبررة ضد الحكومة في إطار التصعيد المقصود من أجل تعبئة شعب الجنوب للمرحلة القادمة قطعاً لأي أمل في الوحدة مع الشمال واستعداداً لمواجهة معه إن دعا الحال! والسؤال هو: ماذا سيكون رد المؤتمر الوطني على هذه التطورات الخطيرة الداخلية والخارجية التي أربكت كل حساباته وتوقعاته التي كان يتعلل بها؟ ولا يبدو حتى الآن أن هناك إستراتيجية بديلة لمحاولة استرضاء الحركة الشعبية والاستجابة للضغوط التي تقودها أمريكا ضد حكومة المؤتمر الوطني. تستطيع الحركة الشعبية أن تقول لأهل الجنوب أني جئتكم بالحرية والكرامة، وأن تاريخ النضال الجنوبي الذي بدأ قبل الاستقلال قد توج على يد الحركة الشعبية بميلاد دولة مستقلة في الجنوب مثل بقية دول القارة، وأنها دولة تتمتع بتعاطف المجتمع الدولي والجوار الإفريقي، وأنها دولة ذات موارد زراعية ونفطية ومائية هائلة. ولكن ماذا يقول المؤتمر الوطني لأهل الشمال خاصة إذا ارتبط الانفصال بنزاع وحرب؟ إن التهديد والوعيد الذي يطلقه بعض قادة الصف الثاني في المؤتمر الوطني ليس سياسة بديلة ولا تقسيم أدوار بين هؤلاء وأولئك، بل هو دليل على غياب سياسة بديلة وعدم تنسيق مزمن بين مراكز القرار الكبرى والصغرى الممتدة عبر كل أرجاء الوطن حتى جاز لهيئة علماء جنوب كردفان أن تحذر المواطنين من التعامل مع قانون المشورة الشعبية، وأن يهاجم أحد قيادات المؤتمر الوطني في غرب دارفور الحكومة المصرية لأنها تحاول تجميع بعض فصائل دارفور، وأن تقول بعض قيادات القوات المسلحة بعدم إمكانية إجراء استفتاء الجنوب إذا استمرت خروقات الجيش الشعبي على حدود النيل الأبيض. هل هذه الجهات مخولة قانونياً أو سياسياً للحديث في مثل ما صرحت به ونشر عنها؟
لقد كشف اجتماع نيويورك في نهاية الشهر الماضي لوفد الحكومة المفاوض أنها تقف معزولة في الساحة الدولية، وأن المطلوب منها هو الاستسلام الكامل لكل مطالب الحركة الشعبية في قضايا الحدود وإجراء الاستفتاء ومشكلة أبيي والجنسية مقابل وعود أمريكية «هايفة» وغير مضمونة، سبق أن قدمت للحكومة قبيل توقيع اتفاقية السلام الشامل ثم بعد اتفاقية أبوجا وهي تعرض حالياً للمرة الثالثة إن أجري استفتاء الجنوب وأبيي في موعدهما وأدى الأول لانفصال الجنوب وقبلت به الحكومة والثاني لضم أبيي لبحر الغزال دون مشاركة المسيرية أو ضمان حقهم في الأرض والمواطنة. وتستطيع الحكومة أن تستسلم كما تشاء لمطالب القوى الكبرى النافذة ولكنها لا تستطيع أن تجبر المسيرية على التنازل من حقهم في أرض آباءهم وأجدادهم، وقد قالوها كلمة صريحة وشجاعة في مفاوضات أديس أببا: لن يقوم استفتاء في منطقة أبيي لا نشترك فيه. والمطلوب من المؤتمر الوطني على عجل أن يراجع كل سياساته وتحالفاته وحساباته الفاشلة وتنازلاته المهينة حتى يستعيد للدولة هيبتها وكرامتها، وأن يدرك ألا بديل لقوة الجبهة الداخلية وتماسكها في مواجهة الأعداء المكشوفين والمتسترين.

 

الأحد، 10 أكتوبر 2010

التحديات الكبرى في السودان قبيل الاستفتاء


3/اكتوبر/2010

قبل ثلاثة أشهر من إجراء الاستفتاءين التاريخيين بالسودان حول وضع الجنوب وأبيي، بدأ القلق يتزايد بشأن ما إذا كان بالإمكان إجراء اقتراع موثوق وذي مصداقية في مثل هذا الوقت القصير. وفيما يلي موجز لبعض التحديات 
الرئيسية المعلقة:
تسجيل الناخبين
كان من المفترض أن يتم الإعلان عن قوائم التسجيل النهائية قبل ثلاثة أشهر على الأقل من تاريخ إجراء التصويت ولكن تم خفض هذه المدة إلى شهر واحد مما يترك القليل من الوقت لإجراء العملية برمتها. وفي حين بدأت في جنوب إفريقيا عملية طباعة مواد تسجيل الناخبين، إلا أنه من غير المتوقع أن يبدأ التسجيل الفعلي قبل منتصف نوفمبر.
كما أن التحديات اللوجستية هائلة أيضاً. وقد وعدت بعثة الأمم المتحدة في السودان بتقديم الدعم، بما في ذلك نقل المواد على متن المروحيات إلى المناطق النائية. ومن المقرر إقامة 3,600 مركز للتسجيل، بما فيها المراكز الخاصة بالجنوبيين المقيمين في الشمال.
مفوضية استفتاء جنوب السودان
أكد رئيس مفوضية استفتاء جنوب السودان، محمد ابراهيم خليل، أنه سيتم احترام المواعيد النهائية الموضوعة للاستفتاء، بعد أن تم التوصل لحل مشاكل التأخير المتعلقة بتسمية الأمين العام وأعضاء لجان الاستفتاء على استقلال الجنوب. غير أنه لم يتم بعد الإفساح عن مبلغ الـ 370 مليون دولار الذي يشكل ميزانية اللجنة. ومن المتوقع أن يأتي نصف هذه الميزانية من مساهمة المانحين الدوليين في حين تتحمل وزارة المالية السودانية وحكومة الجنوب النصف الآخر.
أما في أبيي، فلم يتم بعد تعيين مفوضية للاستفتاء. وفي غضون ذلك، يتصاعد التوتر بين قبيلة المسيرية الرعوية التي تتمتع بحقوق الرعي في منطقة أبيي وسبق أن وقفت في كثير من الأحيان إلى جانب الحكومة خلال المرحلة الأخيرة من الحرب الأهلية في السودان (بين عامي 1983 و2005) من جهة وقبيلة الدينكا نغوك التي تدعم بشكل رئيسي الجيش الشعبي لتحرير السودان المتمرد في الجنوب.
أسئلة الاستفتاء
لم تتقرر بعد الصيغة الدقيقة للأسئلة. ومن المرجح أن يصاحب هذه الأسئلة رموز للدلالة على الخيارات. وفي حين تم رفع الوعي قليلاً بالاستفتاء من خلال المجتمع والكنائس ومجموعات الشباب إلا أن التثقيف المدني المفصل بهذا الخصوص واجه بعض العرقلة بسبب عدم وضوح الأسئلة.
مخاوف من التزوير
لا تزال كيفية تحديد أهلية التصويت بالنسبة للجنوبيين غير واضحة، خصوصاً بالنسبة للمقيمين منهم في شمال البلاد أو خارجها. وكان تعداد عام 2008 المثير للجدل قد قدر عدد الجنوبيين المقيمين في الشمال بـ 500,000 شخص في حين أفادت تقديرات حكومة الجنوب ومنظمات الإغاثة أن العدد بلغ أكثر من 1.5 مليون نسمة. كما أشارت بعض التقارير غير المؤكدة مؤخراً إلى أن السلطات في الشمال تتحدث عن عدد أكبر من ذلك بكثير - بين 2.5 و5 ملايين شخص – وأنه يجري التخطيط لإدراج أعداد كبيرة من التسجيلات "الوهمية" لتصعيب الوصول لنسبة المشاركة الدنيا المتفق عليها، والمحددة في 60 بالمائة، وبالتالي إبطال النتيجة. ويتطلب القرار النهائي أغلبية بسيطة تتمثل في 50 بالمائة زائد صوت واحد. وسيتطلب إعادة تنظيم العملية 60 يوماً إضافياً.
نشر مراقبين
قام مركز كارتر، الواقع مقره في الولايات المتحدة، بنشر 16 مراقباً دولياً لمراقبة العملية، مما يعني أن جهودهم ستغطي بشكل ضئيل أكبر دولة في إفريقيا من حيث المساحة. ومن المتوقع أن يتم تعيين المزيد من المراقبين الدوليين، بما في ذلك مراقبين من الاتحاد الأوروبي والاتحاد الإفريقي، بالإضافة إلى المراقبين المحليين الذين يستعدون لمراقبة العمليات أيضاً. ولكن الوقت اللازم لذلك بدأ ينفذ.
التوترات بين الشمال والجنوب
يزعم زعماء الشمال أن المناصرين الموالين للوحدة الوطنية في الجنوب يتعرضون للمضايقة، وهو اتهام نفاه الجنوب. ورداً على ذلك، زعم الجنوب أن مؤيدي الاستقلال لا يحظون سوى بالقليل من الحرية في الخرطوم. كما يتصاعد الغضب بشأن قيام الجانبين بتعزيز عدد قواتهما على طول الحدود غير المقررة بعد. وهذا ما ينفيه الطرفان ولكن المراقبين يعتقدون أن التوتر سيزداد مع اقتراب التصويت.
مفاوضات ما بعد الاستفتاء
تستمر الاجتماعات في تكرار القضايا الرئيسية مثل تقاسم الثروة في المستقبل وترسيم الحدود والمواطنة. وعلى الرغم من أن هذه القضايا منفصلة عن الاستفتاءين، إلا أن نجاح هذه الاتفاقات سيكون المفتاح لمستقبل السودان. وهناك أربع مجموعات عمل تركز على: المواطنة، والأمن، والموارد المالية والاقتصادية والطبيعية، والمعاهدات والاتفاقات الدولية.
ويمكن أن تساهم احتياطيات البلاد الضخمة من النفط في منع انحراف عملية السلام الهشة عن مسارها بشكل تام. فبالرغم من أن السودان يعد ثالث أكبر منتج للنفط في دول إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى إلا أنه من المعتقد أن أكثر من 80 بالمائة من احتياطات النفط المعروفة موجودة في الجنوب. ومع اتجاه جميع الأنابيب إلى الشمال، فإن من شأن اتفاق سلمي أن يجلب الفائدة لكلا الجانبين. كما يعتقد المحللون أن ديون السودان البالغة 35 مليار دولار قد تكون ورقة مساومة رئيسية للجنوب إذا تحمل جزءاً منها ثم قام بالسعي لشطبها.
المشاكل القائمة
لا يزال الجنوب يواجه تحديات إنسانية، فعلى الرغم من انخفاض وتيرة العنف بين الجماعات المتنافسة، لا تزال هناك بعض بؤر التوتر. ووفقاً لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، لقي ما لا يقل عن 890 شخصاً حتفهم وتعرض أكثر من 188,000 غيرهم للنزوح منذ يناير. كما سيحتاج نحو 4.3 مليون شخص من المتضررين من الجفاف أو الفيضانات إلى المساعدات في عام 2010، وهو ما يشكل نحو نصف السكان.
كما يتزايد القلق بشأن المواطنين الذين ينحدرون من أحد الطرفين ويعيشون على الطرف الآخر في حال اختار الجنوب الانفصال. وتحذر جماعات المناصرة من ردود فعل محتملة من الأنصار المصابين بخيبة الأمل من كلا الجانبين.
تأخيرات محتملة
يصر زعماء الجنوب على إقامة الاستفتاءين في الوقت المحدد لهما خوفاً من أن يؤدي أي تأخير إلى إلغائهما. كما يحذر الساسة من الغضب الذي قد يندلع في الشوارع حتى لو تم الاتفاق على أن التأخير جاء لأسباب مشروعة.
وفي الوقت الذي تشهد فيه معظم مراحل اتفاق السلام الشامل تأخيراً، يخشى دبلوماسيون من أن يعلن الجنوب استقلاله بعد إجراء تصويت في البرلمان بدلاً من قبول التأخير.

حقوق الطبع والنشر © شبكة الأنباء الإنسانية "إيرين". جميع الحقوق محفوظة
 

السبت، 9 أكتوبر 2010

المنسي


هذا الوصف ينطبق تماما علي حالة اقليم شرق السودان فقد درجت المنظمات الدولية المعنية باوضاع حقوق الانسان في العالم علي استخدام تعبير (شرق السودان الازمة المنسية) لوصف حالة البؤس والفقر في الاقليم الاستراتيجي الغني بالموارد والثروات فقد ظل الاقليم يئن لعهود طويلة تحت  وطاءة  الظروف القاسية المتمثلة في الفقر المدقع الذي يطحن انسان الشرق ويسبب الامراض القاتلة المرتبطة بالجوع والعوز كالسل وحمي الضنك وسؤ التغذية للاطفال والامهات في مجتمع ترتفع فيه نسبة الامية والجهل وتقل فيه موارد مياه الشرب للانسان والحيوان
إن انابيب النفط التي تعبر الاقليم لتصل الي الميناء الرئيس  قد تنضب من السائل الاسود بعد تقرير انفصال جنوب السودان لكن هذا لا يغير من حال انسان الشرق فقد مرت  ملايين الجالونات من البترول عبر ارض الشرق ولم تخلف سوي الفقر والتهميش والاقصاء  للاقليم
إن مساوي الفشل في ادراة الحكم للدولة السودانية  لنصف قرن من الزمان أو يذيد تجدها مجسمة في حالة اقليم شرق السودان كما تقول التقارير فان نسبة الجهل والامية وسط الاطفال والفتيات علي وجه الخصوص في تنامي وزيادة فالتعليم  من خلال  نظام الداخليات  الذي تركه الاستعمارالانجليزي انهار تماما وخلت فصول الدرس من التلاميذ
والمساكن المصنوعة من (الابراش) والوبر(والصفيح) (واعواد المسكيت) والرمل تخترقها الشمس المحرقة والطبيعة القاسية شكلت تضاريس حياة الناس  في الشرق والفضاء الواسع يفترش البؤس والفقر والمرض والعطش حيث انعدام الامل بالتغيير رغم اتفاقيات السلام الموقعة
إن اختلال ميزان العدالة يبدوا واضحا  وجليا في حالة الشرق فسكان الاقليم واصحاب الارض لايجدون حقوقهم في ثروة اقليمهم والمشاركة بعدالة في الحكم  إن العالم لايهتم  بالازمة الانسانية  في شرق السودان كما يهتم بقضية دارفور وجنوب السودان فغالب اهل الشرق من البدوا الذين يقطنون مناطق بعيدة وقاسية التضاريس يصعب وصول المنظمات واجهزة الاعلام  لها كما إن هناك قيودا  توضع علي الحركة من قبل السلطات ولهذا تظل ازمة الاقليم بعيدة عن انظار وسمع العالم الي حين.
 سنوات الجفاف والقحط في الريف ادت الي هجرة اعداد ضخمة  نحو مدن الاقليم الرئيسة (بورسودان) (كسلا)(القضارف) وهي مدن تفتقراصلا الي الخدمات وسبل العيش الذي يتطلب  قدرا من  العلم والمهارة و النضال ولهذا فان افق العمل وكسب الرزق امام هؤلا  تتضائل فيحملون الاثقال والبضائع علي ظهورهم  في الميناء  الذي هو مصدر الدخل الوحيد  والمتاح  لامثالهم حيث لا تعليم او مهارات اخري لكسب الرزق هذا الميناء تقول الاخبار إن الحكومة تسعي لخصخصته
إن شرق السودان هو القضية المنسية التي تستحق الاهتمام من العالم  ويجب إن تشغل بال اهل الاقليم اولا  فالتجارب التي مرت بهم تؤكد إن نظرة المركز الي الاقليم  لاتختلف باختلاف الحكومات وانما هي نظرة ثابتة  للاستفادة من  ثروات وخيرات وموقع الاقليم الاستراتيجي والميناء دون الاهتمام بالسكان واوضاعهم أو تنمية الاقليم أوعدالة المشاركة لاهل الاقليم في السلطة والحكم الفدرالي 
وهي نظرة تهتم بالارض والثروات دون النظر للانسان فالاقليم ظل يعامل كالبقرة الحلوب التي تدر اللبن لصاحبها  دون الاهتمام  بالراعي هل يحصل علي حقوقه  كاملة ؟؟
ولهذا فان وحدة اهل الشرق ضرورة حتي يكون طرح قضية الاقليم  قويا ومسموعا ومرتكزا علي المطالب المشروعة التي تكفلها القوانين الدولية  وتحمي بموجبها الاقليات العرقية وتحافظ علي حقها في الوجود
إن قضية الشرق ليست قضية حزب معين أو جهة بعينها ،كما انها ليست ضد حزب سياسي أو عرقية معينة. لكنها  قضية شعب  يرفض القهر والاقصاء والتهميش ، قضية ثروات ضائعة وتنمية مفقودة ،  قضية  شعب يطالب  بعدالة المشاركة في الحكم والسلطة
قضية تحتاج للوحدة والاجماع والوقوف صفا واحدا من ابناء شرق السودان في الداخل والخارج فكلنا يا أخوتي  في الهم شرق ..  

الانتعاش البطيء في منطقة الشرق الفقير


ترجمة التقرير بتصرف عن موقع رويترز الاخباري

17-05-2010 

الشرق هي واحدة من أفقر المناطق في السودان ، على الرغم من أنها هي موطن الذهب ، وخط انابيب النفط الرئيسية وبها ميناء بور سودان ، الذي تمر عبره جميع صادرات النفط في البلاد.

ووقد تحملت الفصائل الشرقية جزء من تبعات الحرب بين الخرطوم والجنوب ، ولكن في عام 2005 اتفاق السلام الشامل (اتفاق السلام الشامل) الذي انهي الحرب ولكنه لم يعالج المشاكل السياسية والاجتماعية في الشرق. حيث واصلت الجماعات المتمردة هناك تمردا على مستوى منخفض ، مطالبين بقوة سياسية أكبر والمزيد من المال لهذه المنطقة الفقيرة.

سيطر متمردو الجبهة الشرقية علي قطاع صغير من الأرض على الحدود مع اريتريا ، ووقادوا هجمات على مراكز الشرطة وخطوط انابيب النفط للحصول على اهتمام الخرطوم.

اخذت الخرطوم خطر الجبهة الشرقية على محمل الجد ،. وسط مخاوف من مهاجمة المنشآت العسكرية في المنطقة ، وقطع تدفق النفط ، استعدت الحكومة للحرب ، ومنعت معظم الاجانب من زيارة المنطقة ، بما في ذلك عمال الاغاثة والصحفيين.

وتم التوقيع على اتفاق لاقتسام السلطة بوساطة اريتريا في أكتوبر 2006 ، واستعادة السلام. وأعطى الاتفاق جبهة الشرق منصب وزير دولة في الخرطوم ، ومساعد للرئيس ، وهو مستشار للرئيس ، وثمانية مقاعد في البرلمان في الخرطوم و 10 مقعدا في البرلمان في كل من الولايات الشرقية الثلاث. كما تم إنشاء صندوق للتنمية 600 مليون دولار بموجب الاتفاق ، على أن تدفع على مدى أربع سنوات. وشملت هذه الأموال بؤامج للتسريح وإعادة إدماج المقاتلين المتمردين السابقين.

ولكن تنفيذ أجزاء من اتفاق السلام  كان بطيء. أمما اجج مشاعر الغضب في شرق السودان بسبب نقص الاموال التي وعد بها الخرطوم ، والتوترات داخل الحزب السياسي الجبهة الشرقية ذادت من مخاوف العودة الى الحرب في 2008.   ، حيث تم تفادي ذلك.

وجود نطاق واسع من الألغام الأرضية والأسلحة غير المشروعة والقيود الحكومية على السفر تعوق عمل وكالات الاغاثة في المنطقة.

سكان شرق السودان يغلب عليهم الطابع الريفي ، والصراعات  بينهم في بعض الأحيان إتكون نتاج المنافسة على ندرة الأراضي والمياه والرعي.

الحالة الإنسانية

شرق السودان -- الذي يضم ولايات كسلا والقضارف والبحر الأحمر -- هي موطن لبعض من أخصب الأراضي في البلاد ، وكميات كبيرة من الغاز والذهب والمعادن الأخرى. ولكن يعاني من فقر مدقع.

معدلات سوء التغذية في البحر الأحمر وكسلا تذيد باستمرار فوق مستويات الطوارئ ، ويقول برنامج الغذاء العالمي. وكذلك أفادت الأمم المتحدة في عام 2005 أن معدل وفيات الرضع في المنطقة المطلة على البحر الأحمر(ولاية البحر الاحمر) وان ما يقرب من ضعف المعدل الوطني ، والثلث فقط من الأسر تتمكن من الحصول على مياه الشرب وهي مسبة  -- أقل مما كان عليه الحال في دارفور ، وتقول وكالة الولايات المتحدة للتنمية الدولية (يو اس ايد) .

في السنوات الأخيرة ، أدى استمرار الجفاف المتكررة والأزمات الغذائية للحد من حياة البدو الرحل والآلاف من الناس ، الذين هاجروا إلى بور سودان والمناطق الحضرية الأخرى للعثور على عمل.

 شرق السودان من اقل المناطق حصولا علي المساعدات الانسانية وحتي وقت قريب كان الطريق الوحيد  لتقديم  المساعدات الإنسانية إلى الأراضي التي يسيطر عليها المتمردون من خلال اريتريا المجاورة. ولكن منذ توقيع اتفاق السلام عام 2006 ،  تحسنت الاوضاع تدريجيا على الرغم من استمرار القيود الحكومية على السفر حيث لا تزال قائمة. الألغام الأرضية هي أيضا عائقا أمام وكالات المعونة في بعض المناطق ، ولا سيما على طول خط الجبهة السابق للحرب بين الشمال والجنوب في ولاية كسلا.وهذا يغيق الوصول إلى مرافق الرعاية الصحية في المنطقة الفقيرة وتقديم الخبرات للحد من تفشي الملاريا وحمى الضنك والتهاب السحايا والكوليرا والسل ، وتقول الوكالة الأمريكية للتنمية.انه يمكن العثورعلي 3 في المئة فقط من السكان يستطيعون القراءة والكتابة ، وللولايات المتحدة جماعة اغاثة هي لجنة الإنقاذ الدولية   الايرسي(ARC) حيث تقول انه لم يكن ممكنا تقديم المساعدة حتى عام 2004 العام الذي نشرت فيها أول الكتب في Bedawit (بداويت)، لغة البجا ، حيث تمكنت  تقديم المساعدة.

شرق السودان تستضيف عشرات الالاف من الاشخاص المشردين داخليا واللاجئين. ومعظم اللاجئين هم من اريتريا واثيوبيا والصومال ، ويضم الاقليم 12 مخيما في ظروف سيئة. بعضها موجود منذ 40 عاما ، والمئات من يصلون  كل شهر ، حسبما تقول وكالة الامم المتحدة لشؤون اللاجئين.

قامت الحكومة بطرد 13 وكالات المعونة الدولية من السودان مارس 2009 ، بعد أصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرة توقيف بحق الرئيس السوداني بتهمة ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية في دارفور.

بعض وكالات -- بما في ذلك المركز ومنظمة أوكسفام -- عملت في الشرق. مع المجتمعات هناك الآن تلك المجتمعات هي أكثر ضعفا من ذي قبل بعدعمليات الطرد ، حسي منطمة أوكسفام.

الجبهة الشرقية

الجبهة الشرقية ، التي شكلت في 2005 ، وهو ائتلاف للمتمردين اثنين من الجماعات المتمردة مقسمة علي أساس عرقي ، مؤتمر البجا والأسود الحرة الرشايدة.

وبدعم  من اريتريا المجاورة ، ردا على دعم الخرطوم للمتمردين في إريتريا وقد زعمت الحكومة  انهم كانوا يحاولون زعزعة الاستقرار في اريتريا.

مؤتمر البجا هو  أول من حمل السلاح ضد الحكومة في عام 1994. البجة ، الذين يبلغ عددهم 2.4 مليون نسمة هي أكبر مجموعة عرقية في شرق السودان وواحدة من أكبر المجموعات العرقية في البلاد. انهم هم من المسلمين البدو يعيشون في شبه منطقة متخلفة للغاية.

وقاعدتهم أكبر دعم في بور سودان ، حيث يعيش الآلاف من البجا في الأحياء الفقيرة في ضواحي المدينة. ودفعت سنوات من الجفاف الشديد حملهم على التخلي عن نمط حياتهم البدوية والبحث عن عمل في مدن المنطقة. لكن فرص العمل نادرة والعديد منهم كان عليه النضال لكسب العيش.

والرشايدة أغنى بكثير من البدو الرحل وهم من أصل عربي هاجروا من المملكة العربية السعودية في منتصف القرن 19 لا تزال تحافظ  مجموعاتهم على صلات مع شبه الجزيرة العربية.

وتكبدت الرشايدة غضب الخرطوم في الوقت الذي أظهرت فيه تضامنا مع الكويتيين خلال حرب الخليج الأولى من خلال تزويدهم المئات من سيارات الجيب بعد غزو العراق في 1991.

وبعد معاناة القتل والتعذيب على يد حكومتهم ، فضلا عن مصادرة العديد من سياراتهم الخاصة ، انضمت الرشايدة مع قوات البجا.

الجبهة الشرقية لها صلات مع حركة الشعبي لتحرير السودان (الحركة الشعبية) في الجنوب ، والتي نشرت قوات في شرق السودان ، في منطقة تدعى همشكوريب ، عبر اريتريا في 1990

واحدة من جماعات المتمردين الرئيسية في دارفور ، حركة العدل والمساواة ، هي أيضا حليف للجبهة الشرقية والدعم المقدم من قاعدة في اريتريا المجاورة.

وبموجب اتفاق السلام بين الشمال والجنوب وقع في عام 2005 ، انسحبت قوات الحركة الشعبية من همشكوريب.

إذا كانت الحرب بين إثيوبيا ستتفجر من جديد  في أي وقت م فان والأمم المتحدة تتوقع 250،000-300،000 اللاجئين من البلدين والذي سيبداء في التدفق إلى شرق السودان من خلال منطقة الحدود الملغمة بشكل كثيف.

17-05-2010
....................................................................

Slow recovery in the east  poor
Adapted from the translation of the site, told Reuters news
17-05-2010
Middle is one of the poorest regions in Sudan, although it is home to gold, oil pipeline and the main port of Port Sudan, through which all oil exports in the country.
Groups took the eastern part of the consequences of the war between Khartoum and the south, but in 2005 the Comprehensive Peace Agreement (CPA) which ended the war and did not address the political and social problems in the east. Continued to rebel groups there are low-level insurgency, demanding greater political power and more money to the impoverished region.
Eastern Front rebels took control of a small strip of land on the border with Eritrea, and Oukedua attacks on police stations and oil pipelines to get the attention of Khartoum.
Khartoum took the risk of the Eastern Front, seriously. Amid fears of attacks on military installations in the region, cutting off the flow of oil, the government prepared for war, and banned most foreigners from visiting the region, including aid workers and journalists.
The signing of the power-sharing agreement brokered by Eritrea in October 2006, and the restoration of peace. The agreement, the Eastern Front and the position of minister of state in Khartoum, and the Assistant to the President, an adviser to the President, and eight seats in the parliament in Khartoum and 10 seats in Parliament in each of the three eastern states. The fund has been established for the development of $ 600 million under the agreement, to be paid over four years. These included funds for the demobilization and reintegration of former rebel fighters.
But the implementation of parts of the Peace Agreement is slow. Fueled anger in the east of Sudan due to lack of funds promised by Khartoum, and tensions within the political party of the Eastern Front fears of a return to war in 2008. War, however, was avoided.
The presence of a wide range of landmines and the illicit arms and government restrictions on travel and hinder the work of aid agencies in the region.
The population of eastern Sudan is predominantly rural, conflict break in some cases to more competition for scarce land, water and grazing.
The humanitarian situation
Eastern Sudan - which includes the states of Kassala, Gedaref, Red Sea - is home to some of the most fertile land in the country, and large quantities of gas, gold and other metals. But extreme poverty.
Malnutrition rates in the Red Sea and Kassala and consistently above the level of emergency, the World Food Programme says. The United Nations reported in 2005 that the rate of infant mortality in the country bordering the Red Sea and was nearly twice the national average, and only a third of households have access to safe drinking water - less than it was in Darfur, says the United States Agency for International Development (U USAID).
In recent years, resulting in the continuation of recurrent droughts and food crises, an end to the nomadic way of life for thousands of people, who migrated to Port Sudan and other urban areas to find work.
Until recently, it was virtually cut off from eastern Sudan, international aid. It was the only way humanity to the territory controlled by the rebels through neighboring Eritrea. But since the peace agreement was signed in 2006, has gradually improved, despite the arrival of government restrictions on travel still exist. Landmines are also an impediment to aid agencies in some areas, particularly along the former front line of the war between the north and south in the state of Kassala.
Access to health care facilities in the impoverished region, experiences outbreaks of malaria and dengue fever, meningitis, cholera and tuberculosis, says USAID.
Found only 3 percent of the population can read and write, and the U.S. aid group International Rescue Committee (IRC) in 2000. The IRC said it was not until 2004 that the first books published in Bedawit, the Beja language, with its help.
Eastern Sudan and hosts tens of thousands of internally displaced people and refugees. Most of the refugees are from Eritrea, Ethiopia, Somalia, and housed in 12 camps in poor conditions. Some have been here for 40 years, and hundreds of the arrival of each month, says the UN agency for refugees.
The government expelled 13 international aid agencies and from the Sudan in March 2009, after the International Criminal Court issued arrest warrant against Sudanese President on charges of committing war crimes and crimes against humanity in Darfur.
Some agencies - including the Centre and Oxfam - have worked in the East. Communities there are now more vulnerable than ever before evictions, says Oxfam.
Eastern Front
Eastern Front, formed in 2005, a coalition of the two rebels of the rebel groups on an ethnic basis, and the Beja Congress and Free Lions Rashaida.
And supports both neighboring Eritrea, in response to Khartoum's support for the rebels to Eritrea s government claimed they were trying to destabilize Eritrea.
Beja Congress first took up arms against the government in 1994. Beja, who number 2.4 million, is the largest ethnic group in eastern Sudan and one of the largest ethnic groups in the country. They are Muslims and live and Bedouins in the sub-region is extremely underdeveloped.
And the largest support base in Port Sudan, where thousands of Beja expansion in the slums on the outskirts of the city. Years of severe drought cause them to abandon their nomadic life style and the search for work in the cities of the region. But jobs are scarce and many struggle to earn a living.
Rashaida and far richer than the nomads of Arab origin who emigrated from the Kingdom of Saudi Arabia in the mid-19 century still maintain links with the Arabian peninsula.
Rashaida and incurred the wrath of Khartoum at the time showed solidarity with the Kuwaitis during the first Gulf war by providing them with hundreds of Jeeps after the invasion of Iraq in 1991.
After the suffering of the murder and torture at the hands of their government, as well as the confiscation of many of their own cars, Rashaida joined forces with the Beja.
Eastern Front, which has links with the movement of the Sudan People's Liberation (SPLA) in the south, which has deployed troops in eastern Sudan, in an area called Hamshkorib, via Eritrea in 1990
One of the main rebel groups in Darfur, the Justice and Equality Movement, is also an ally of the Eastern Front and the support from a base in neighboring Eritrea.
Under the peace deal between north and south was signed in 2005, SPLA forces withdrew from Hamshkorib.
If war erupts between Ethiopia ever since a long time the enemies of Eritrea, and the United Nations expects 250000-300000 refugees from both countries to flow to the east of Sudan through the heavily mined frontier.
17-05-2010

الاثنين، 4 أكتوبر 2010

السر وراء اصرار الحكومة علي قيام مؤتمر المانحين لشرق السودان في الكويت


الحكومة تنشط هذه الايام استعدادا لقيام مؤتمر المانحين لشرق السودان في الكويت وكنت قد زكرت في مقال سابق لي إن الوقت ليس مناسبا لقيام المؤتمر وان الاعداد لاوراق المؤتمر والمشاريع المقدمة للمانحين لم يشارك فيها اهل القضية وابناء الشرق وان الحكومة يجب إن تتيح مجالا وقتا اضافيا للتفاكر حول المؤتمر بالنسبة لاهل شرق السودان حتي تاتي مخرجات المؤتمر منسجمة مع رغبات وحاجيات اهل الاقليم ولكن يبدوا إن الحكومة مصرة علي قيام المؤتمر بالكيفية التي تراها دون الاستماع للراي الاخر وهذا أساس البلاء الذي يعيشه الوطن

هذا النشاط الذي تقوم به الحكومة ممثلة في شخص الدكتور مصطفي عثمان اسماعيل مستشار رئيس الجمهورية والممسك بملف شرق السودان داخل حزب المؤتمر الوطني رغم وجود القيادات من ابناء الشرق دكتور مصطفي


زار عدد من المدن في الاقليم (كسلا والقضارف) مصطحبا معه بعض رموز جبهة شرق السودان للايحاء باجماع اهل الشرق واتفاقهم علي قيام المؤتمر بالكيفية التي تريدها الحكومة ومحاولة لتسويق اوراق ومشاريع المؤتمر التي اعدتها الحكومة وحزب المؤتمر الوطني بعيدا عن اهل الشرق والدكتور مصطفي عثمان يعلم اكثر من غيره إن اتفاق سلام الشرق الذي وقعه هو نيابة عن الحكومة مع جبهة شرق السودان اصبح ألان من الماضي ولا مكان له في الحياة السياسية في السودان ولا في الشرق وان تلك الشخصيات التي اصطحبها في جولاته لم تعد تمثل اهل الشرق ولاتجد القبول في الاقليم اصرار الحكومة علي قيام المؤتمر رغم كل تلك الظروف التي تهدد نجاح المؤتمر لايمكن إن يكون دافعه الحرص علي مصلحة الاقليم اكثر من سكان الشرق انفسهم وهو امر غير مقبول الشرق اليوم فيه العلماء والباحثين والمفكرين والسياسين والطلاب والشباب والقيادات الاهلية والرموز التاريخية فلماذا تقوم الحكومة بتهميش كل هؤلا في شأن يخصهم وقضية مرتبطة بحياتهم ومعاشهم ونهضة وتنمية الشرق

ولمعرفة الداعي من وراء ذلك النشاط المحموم للحكومة لعقد مؤتمر المانحين لشرق السودان في الكويت لابد من النظر لمجمل الخارطة السياسية والاقتصادية التي تواجه الحكومة و بالطبع القضية المحورية التي تشغل بال الحكومة هذه الفترة هي تبعات انفصال الجنوب الذي اصبح مؤكدا واثار الانفصال الاقتصادية علي خزينة الدولة واقتصادها ونورد ماقاله الدكتور صابر محمد الحسن بهذا الصدد في المؤتمر الصحفي الذي عقده بتاريخ 30/9/2010 والمنشور علي موقع بنك السودان المركزي ونقتطف من حديث الدكتور صابر محمد الحسن الفقرة التالية:


(وتحدث السيد المحافظ عن الآثار المحتملة لنتيجة الاستفتاء في حال اذا ما اختار شعب جنوب السودان الانفصال مقللا من ذلك الأثر على الاقتصاد السوداني بحكم ان الاقتصاد قد استطاع تجاوز الازمة المالية التي لم يكن يتوقعها احد وقد اكتسبت الادارة الاقتصادية السودانية خبرة أفضل مكّنتها من التحضير والاستعداد المبكر لأسوأ الاحتمالات في حالة الانفصال وتأتي القرارات الاخيرة لبنك السودان ووزارة المالية في اطار الاستعدادات للانخفاض المحتمل لتدفقات النقد الاجنبي من البترول وان الشمال سيفقد فقط 40% من العائدات الحالية من جملة نصيب الجنوب والبالغ قدره 80% من جملة انتاج البلاد للبترول اضافة الى ان هذه النسبة ستنخفض بنسبة 10% او 15% كتكلفة نقل وتصدير البترول عبر الشمال لوجود البنيات التحتية في شمال السودان)


من خلال حديث محافظ بنك السودان يمكننا فهم اصرار الحكومة علي عقد مؤتمر المانحين في اطاراستعدادها للانفصال المحتمل وتوفير النقد الاجنبي لخزينة الدولة من اموال المانحين لشرق السودان في الكويت لمقابلة الانخفاض المحتمل لتدفقات النقد الاجنبي بعد الانفصال فان صندوق اعمارشرق السودان الذي يدار بواسطة المؤتمر الوطني ومن اشخاص لا علاقة لهم بشرق السودان هذا الصندوق للمفارقة يطرح نفسه كمؤسسة تنموية رائدة في شرق السودان بدون حياء ودون إن ترمش له عين بعد إن فشل صندوق الاعمار في احداث التنمية البشرية والاجتماعية في شرق السودان التي انشئ من اجلها خلال خمس سنوات من عمره


إن للشرق رجال و اهل وابناء هم احرص من الصندوق ومن الحكومة علي مصالحهم وهم ادري بشؤنهم فالتكف الحكومة عن نهجها الاقصائي في شرق السودان والله المستعان

الشرق ودارفور بعد الانفصال

نقلا عن سودانيزاون لاين
د. طه بامكار
قال مستشار الأمين العام للأمم المتحدة لمكافحة الإبادة الجماعية الدكتور فرانيسس دينق(أن الأسباب الحقيقية للصراع في السودان هي تمركز السلطات والخدمات والتهميش والعزل الذي يمارس على الأطراف في توزيع الخدمات والسلطات مما خلق حالة من الحنق والنزع نحو المقاومة المسلحة مشيرا إلى أن هذه الحالة لا يختص بها الجنوب وإنما كل المناطق الطرفية والبعيدة عن المركز في الشرق والغرب والشمال.). هذا التصريح من الدكتور فرانسيس دينق يوضح ان مشكلة السودان ليست في جنوبه فقط وانما هنالك اطراف اخري تعاني من الهمينة المركزية القابضة القاسية وهذه الاطراف هي شرق السودان وغربه وشماله، والمناطق التي علي مسافة قريبة من الانفجار بعد الانفصال مباشرة هي بالترتيب دارفور وجبال النوبة والنيل الازرق وكردفان وولاية البحر الاحمر. هذه المناطق كان وميض النار فيها واضح ولكن نخب الخرطوم غضت الطرف. إذن مشكلة السودان تتمثل في همينة بعض النخب علي كل السلطات، وتتمتع هذه النخب بكل انواع الخدمات التي تفتقدها الاطراف. وهذه الهيمنة دفعت دارفور دفعا للتمرد حتي تم تدويل القضية. كانوا يستهونون قضية دارفور ويقولون سببها جمل واحد كما عبر عنها الرئيس الليبي، ولكن هذا الجمل وصل الي مجلس الامن والمحكمة الجنائية ووصل قتلي هذا الجمل الآلاف. وهنالك قضية أخري لا تقل عن قضية دارفور وهي قضية شرق السودان الذي تقتله الحكومة عمدا ومع سبق الاصرار. قدر الله ان يكون شرق السودان من أغني المناطق في السودان وانسانه بسيط تكفيه بعض من العدالة في الموارد ولكن النخب في الخرطوم تصر علي إفقاره وتجويعه وقتله بسوء التغذية. من قبل قال مستشار رئيس الجمهورية طبيب أسنان مصطفي عثمان إنه يأسف علي هذا الوضع البائس لانسان شرق السودان. وهو هذه الايام بين ظهرانينا ينادي بالاستعداد للحرب ويحمس في شبابنا وطلابنا لمواجهة التحديات في حال انفصال الجنوب. مسكين السيد المستشار لأنه لا يدري إنه لو كان هنالك خيار لنا في تقرير مصيرنا لأخترنا نحن أبناء الشرق الانفصال. لا يعقل ابدا ان نتعايش معكم في ظل هذا الظلم المهين نموت جوعا في اريافنا وتموتون بالتخمة في عاصمتكم. يموت في اريافنا ومدننا التعليم ويزدهر في اريافكم ومدنكم بالمناسبة نحن في ولاية البحر الأحمر(قبل الطيش) في الشهادة السودانية وبعدنا ولاية جنوبية واحدة وسوف نكون مميزيين جدا بعد الانفصال. لدينا كل او معظم موارد البلاد في شرقنا مع هذا نعيش في اريافنا علي الاغاثة من منظمات أجنبية. نحن أيضا نريد منكم وحدة جاذبة في ظل عدالة توزيع السلطات والموارد. اخشي ان تستهونوا قضية الشرق وتتعاملوا معها باهمال مثل جمل دارفور فتصل الي مجلس الامن ويتم تدويلها فتقطع امريكا جزءا اخر من هذا الوطن الذي كاد ان يضيع بين ايديكم.

لست شامتا ولكن الحالة تحتاج الي صراحة وجرأة ارجو قبولها بصدر رحب.أما بخصوص قضية جنوب السودان وهي الهم الاكبر هذه الايام اقتطعت ملخص مداولات الندوة التي اقيمت في نيروبي الخميس الماضي (30/9) والتي شارك فيها الدكتور الطيب زين العابدين وكانت بعنوان«جنوب السودان: خيار الانفصال وآثاره على منطقة الجوار» هذه الندوة نظمها معهد الدراسات الأمنية (مقره في جنوب إفريقيا وله مكتب في نيروبي وآخر في أديس أببا) بالتعاون مع معهد العلاقات الدولية بهولاندا. الجميل في هذه الندوة هو مخرجاتها النهائية التي لخصها الدكتور في مقال له في جريدة الصحافة ملخصا تلك الورشة (يخلص المرء من مداولات هذه الورشة ومثلها كثير في عواصم الدول الإفريقية والغربية أن شمال السودان (العربي المسلم) عليه عمل الكثير من أجل تحسين وتطوير صورته وعلاقته مع الدول الإفريقية والغربية التي ساءت كثيراً في العقدين الماضيين، وآن له أن يؤسس مراكز بحثية قوية يؤمها أهل الكفاية والخبرة والفكر المستقل حتى تعين الدولة في تحديد خياراتها السياسية بناءً على دراسة رصينة وتحليل موضوعي عميق بدلاً من العشوائية والاجتهادات الفردية والتزلف بما يشتهيه الرؤساء من رأي ومقترح، وهي السمة السائدة اليوم في أداء كل مرافق الدولة السيادية والاقتصادية والخدمية..........).

هذه الوصايا بالنسبة للعلاقاتنا مع جيراننا ولكن يمكن ان نستفيد منها في دراسة احوالنا في الداخل بطريقة منهجية ونحل قضية المركز الذي يظلم الاطراف، وقضية النخب التي لا تتيح الفرص للمناصحة والمفاكرة. هنا في الداخل قضية حقيقية تسمي دارفور وشرق السودان ارجو تناولها بجدية ومنهجية بعيدا عن العشوائية وبعيدا عن حارقي البخور.
 .

الزكري العشرون لانهيار (جدار) برلين فاليسقط (جدار) الانفصال في السودان



الثالث من اكتوبر 2010 يصادف الزكري العشرون لانهيار جدار برلين وتوحيد الالمانيتين وهو حدث وملحمة وطنية شهدها العالم وتمر بنا هذه الزكري في هذه الايام وبلادنا تمر بمنعطف تاريخي يهدد وحدتها الوطنية ووحدة ترابها وسلامة واستقرار شعبها حيث سيجري استفتاء جنوب السودان في التاسع من يناير 2011وسط اجواء مشحونة بالمشاعر والعواطف الوطنية مابين الذهول و الشفقة والخوف علي مصير الامة والوطن ، ونحن نعايش زكري انهيار جدار برلين ووحدة الشعب الالماني جالت بخاطري مزيج من كل تلك المشاعر وجدت نفسي اشرع في كتابة هذا المقال ومستصحبا حالة التطور والنمؤ الضخم الذي حققته المانيا الموحده حتي صارت من الدول الكبري في عالم اليوم وهي قد تعافت تماما من التبعات والاثارالمدمرة للحروب العالمية الاولي والثانية التي خاضتها المانيا النازية وانتهت باستسلامها للحلفاء

المانيا اليوم نموذج حي للوحدة( الجاذبة) التي اضاعها( الشريكان) (المؤتمر الوطني) و(الحركة الشعبية) وكذلك الاحزاب السياسية التي اكتفت بدور المتفرج ، حققت المانيا الوحدة التي تصنع التطور ولا تعرف المستحيل، الوحدة التي ترتقي بالامم وتعزز نهضة الشعوب باسباب العلم والمعرفة الوحدة التي ترسخ قيم الحق والعدالة والحرية والديمقراطية للمواطن.

قصة وحدة المانيا كما يرويها الموقع اللالكتروني لسفارة المانيا الاتحادية في القاهرة بصورة مبسطة ومختصرة يقول : بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية ، فيما يعرف بالساعة صفر ، كانت ألمانيا قد تم تدميرها بالكامل ، وصار هناك نقص حاد فى المأكل والملبس ، ولم يكن للمرء أن يجد ما يسد رمقه ويبقيه على قيد الحياة إﻻ فى السوق السوداء. أما "الثلاثة الكبار" ، رئيس الوزراء البريطانى تشرشيل والرئيس اﻷمريكى روزفيلت (ومن بعده ترومان) وكذلك الدكتاتور السوفييتى يوزيف ستالين ، كان هؤﻻء الثلاثة الكبار هم من قرروا مصير ألمانيا ، حيث انتهجوا سياسة تجريد ألمانيا من الجيش والسلاح وتطهيرها من العناصر النازية وحددوا أطر التطور اﻹقتصادى واﻹقليمى ﻷلمانيا.

جرى تقسيم ألمانيا إلى منطاق احتلال ، وقد سارت الحياة وتطورت بصورة مختلفة فى هذه المناطق المحتلة فى السنوات اﻷولى عقب انتهاء الحرب ، فإنشأ الحلفاء نظاما فيدراليا فى المناطق الغربية ، بينما أقام المحتل السوفيتى فى منطقة اﻹحتلال السوفييتى كيانا لدولة مركزية تقوده كوادر شيوعية. وقد أرست هـﺫه السياسة المختلفة التى انتهجتها القوى المحتلة أساس الحرب الباردة وما تبع ﺫلك من تقسيم ﻷلمانيا فيما بعد ، حيث تأسست فى عام ١٩٤٩ دولتان جديدتان هما جمهورية ألمانيا اﻹتحادية وجمهورية ألمانيا الديمقراطية (ألمانيا الشرقية). وقفت هاتان الدولتان فى أثناء الحرب الباردة موقفا عدائيا تجاه بعضهما البعض فى إطار تحالفاتهما السياسية مع القوتين العظميين آنـﺫاك وهما الوﻻيات المتحدة اﻷمريكية واﻹتحاد السوفييتى. فمنـﺫ منتصف عام ١٩٥٠ قامت جمهورية ألمانيا الديمقراطية بإغلاق حدودها مع جمهورية ألمانيا اﻹتحادية من خلال التعزيزات العسكرية للحدود اﻷلمانية الداخلية التى تكللت باكتمال بناء سور برلين فى ١٣ أغسطس ١٩٦١.

وبمرور السنين أصبحت الحياة فى جمهورية ألمانيا الديمقراطية تشهد تأزما مضطردا فى اﻷوضاع اﻹقتصادية ، وقد أصبح جليا أن النظام اﻹقتصادى واﻹجتماعى فى جمهورية ألمانيا الديمقراطية لم يعد قادرا على تلبية احتياجات المواطنين السياسية واﻹقتصادية واﻹجتماعية. فارتفعت أعداد أولئك الذين أصبحوا يؤمنون بعدم قدرة الحكومة على اﻹصلاح ، وانعكس ذلك فى زيادة اعداد الطلبات المقدمة للسفر إلى الخارج أو حتى فى ازدياد حاﻻت الهروب إلى جمهورية ألمانيا اﻹتحادية.

شهد صيف عام ١٩٨٩ حاﻻت هروب جماعية قام بها مواطنون من جمهورية ألمانيا الديمقراطية. وشرعت المجر فى ٢ مايو ١٩٨٩ فى هدم الحواجز الحدودية التى تغلق حدودها مع النمسا ، فترتب على ذلك قيام المئات من مواطنى جمهورية ألمانيا الديمقراطية بمحاولة الهروب إلى الغرب عبر دولة المجر. وفى نفس الوقت توجه الكثيرون منهم إلى سفارات جمهورية ألمانيا اﻹتحادية فى بودابست وبراغ ووارسو والممثلية الدائمة فى برلين الشرقية للحصول على وثائق سفر ألمانية غربية. وقد اضطرت السفارات التى تم اقتحامها إلى اغلاق أبوابها فى شهرى أغسطس وسبتمبر بسبب اكتظاظها بأعداد اللاجئين. أما جمهورية ألمانيا الديمقراطية نفسها فقد شهدت المزيد والمزيد من التظاهرات ، ﻻسيما تلك المسيرات اﻹحتجاجية التى كان يتم تنظيمها يوم اﻹثنين من كل أسبوع اعتبارا من ٤ سبتمبر فى مدينة ﻻيبتسيج ، والتى كانت تجذب دوما المزيد من المشاركين فيها.

وفى ٩ نوفمبر ١٩٨٩ قرأ جونتر شابوفسكى بيانا أمام عدسات التصوير أعلن فيه السماح على الفور للمواطنين باالسفر للخارج فى رحلات خاصة (وأيضا إلى جمهورية ألمانيا اﻹتحادية وبرلين الغربية) دونما حاجة إلى تقديم مبررات ، ومن ثم اندفع اﻵلاف إلى المناطق الحدودية. أما قوات حرس الحدود التى لم تكن جاهزة لهذا التطور فقد فتحت المنافذ الحدودية بسور برلين فى البداية بطريقة منظمة ، لكنها فقدت السيطرة تماما من جراء اندفاع حشود المواطنين التى تعذر السيطرة عليها. وفى اليوم التالى زار الملايين من مواطنى جمهورية ألمانيا الديمقراطية المدن المجاورة فى جمهورية ألمانيا اﻹتحادية ، ﻻسيما الشطر الغربى من برلين. وشهد ذلك اليوم مشاهد كثيرة للتعبير عن السعادة والفرحة حيث شرع المواطنون الذين ﻻيعرفون بعضهم فى اﻹحتفال معا فى الشوارع.

كما شهد شهر يناير من عام ١٩٩٠ العديد من مسيرات يوم اﻹثنين اﻹحتجاجية ، فتغير الشعار الذي كان سائدا آنذاك من "نحن الشعب" إلى شعار نادت به الجماهير يقول "نحن شعب واحد". وفى مارس من عام ١٩٩٠ بدأت المفاوضات المشتركة بين القيادة الجديدة آنذاك فى جمهورية ألمانيا الديمقراطية وبين الحكومة اﻹتحادية التى كان يرأسها آنذاك المستشار اﻹتحادى هلموت كول. وقد أدت تلك المفاوضات فى البداية إلى توقيع اتفاقية بين الدولتين بشأن إنشاء منطقة اتحاد اقتصادى ونقدى واجتماعى مشتركة ، ودخلت هذه اﻹتفاقية حيز النفاذ فى ١ يوليو ١٩٩٠ ، وأصبح المارك اﻷلمانى هو العملة الرسمية لجمهورية ألمانيا الديمقراطية. وأعقب ذلك فى ٣١ أغسطس من عام ١٩٩٠ توقيع "اتفاقية الوحدة" والتى تم اﻹتفاق فيها على الكيفيات التى ستنظم انضمام جمهورية ألمانيا الديمقراطية إلى جمهورية ألمانيا اﻹتحادية. وعليه تم إعادة توحيد ألمانيا فى ٣ أكتوبر ١٩٩٠. ومن ثم جرى إلغاء العيد القومى ﻷلمانيا والذى كان يتم اﻹحتفال به حتى ذلك الحين فى ١٧ يونيو من كل عام.

كانت تلك قصة المانيا وانهيار جدار برلين ونحن في السودان اكثر شعوب العالم حوجة للنظر في تجربة الشعب الالماني الذي توحد رغم كل الظروف السياسية والاطماع الدولية التي كانت تفرض علي المانيا إن تبقي مقسمة ويستمر جداربرلين الذي كان يفصل بي ابناء الشعب الالماني الواحد ولكن بالارادة والعزيمة والاصرار حقق قادة الشعب الالماني علي جانبي الجدار رغبة الامة الالمانية في الوحدة وضربت القيادة السياسية في المانيا الشرقية مثالا رائع في الاستجابة لرغبة شعبها واشواقه للوحدة وكان بامكانها إن تؤجج من الخلاف وتشعل نيران التفرقة ليظل الوضع كما هو دون تغيير ولكنها سلكت طريقا اخر فيه نوع من الوفاء والخلاص والتضحية الوطنية ، تجربة المانيا الاتحاية في زكراها العشرون نهديها الي كل الانفصاليين في السودان في الشمال والجنوب وندعوهم للتراجع قبل فوات الاوان وان يكفوا ايدهم والسنتهم عن وحدة السودان وشعب السودان وان يتركوا للمواطن في جنوب السودان مطلق الحرية لتحديد قراره دون املاء أو ايحاء أو وصاية من قول أو فعل ونحن واثقون إن فطرة حب الوطن وحب السلام هي التي ستقود خيار اهلنا في جنوب السودان للتصويت لصالح الوحدة ونتمني إن يسقط خيار الانفصال والانفصالين في الاستفتاء القادم ويبقي السودان واحدا وموحدا دائما وابدا
 

السبت، 2 أكتوبر 2010

جبال البحر الأحمر.. منجم الذهب ومخزن المعادن


نقلا عن صحيفة الرائد اسودانية - صور (منجم ارياب)ملتقي المهندسين العرب
كتب: كرار أوهاج
06 / 01 / 2010

اشتهر شرق السودان وسلسلة جبال البحر الأحمر ومنذ عهد الفراعنة بوجود كل أنواع المعادن حتى أن أكثر من 90% من مشاريع التعدين والبحث عن المعادن

أقيمت في الإقليم الشرقي حيث يوجد بها حزام ضخم يمتد من الحدود الشمالية إلى شرق النيل وحتى الحدود الجنوبية للإقليم الشرقي يزخر بالذهب والنحاس والحديد وكافة المعادن الأخرى.
وقد اهتمت الحكومة منذ الاستقلال بتعدين الذهب بل وحتى أن احد أسباب الغزو التركي كان البحث عن الذهب في جبال بني شنقول، ولكن حكومة الإنقاذ اهتمت منذ مجيئها بالمشاريع القومية في البلاد سواء كانت زراعية أو صناعية أو تعدين ضمن خطتها الإستراتيجية الخمسية، إلا أنها أولت التعدين في جبال البحر الأحمر معظم اهتمامها على اعتبار أن ولاية البحر الأحمر تزخر بعروق الذهب منذ القدم .
وقد أثبتت الدراسات التعدينية أن (60) موقعاً لتعدين الذهب توجد بمنطقة جبيت، بالإضافة لوجود مليارات الأطنان من الحديد ومعدن الألمنيت ومعدن الروتيلي الذي يستخدم في صناعة أجسام الطائرات والبوهيات عالية الجودة .فيما بدأ إنتاج مشروع تنقيب الذهب في الثمانينات كمشروع اقتصادي قومي بطاقة إنتاجية 5 آلاف كيلوجرام من الذهب بنسبة نقاوة عالية بلغت 90% من الكمية المنتجة في المساحة البالغة 60 ألف كيلومتر مربع في المنطقة التي تسمى منطقة وادي بروث والتي تعتبر من أشهر المناطق التي توجد بها عروق الذهب ووادي بروث وادٍ أخضر تكثر به الماشية وهو محاط بجدار ترابي وتوجد به مادة السينايد بأعلى الوادي حيث توجد به ثلاثة خزانات لحفظ مياه الأمطار المستخدمة في تنقية خام الذهب في كل من جبال أرياب وجبيت.


 .

«كسلا ..بورتسودان .. القضارف» أقاليم أهلكها الجوع والجهل


نقلا عن صحيفة عكاظ السعودية
«كسلا ..بورتسودان .. القضارف» أقاليم أهلكها الجوع والجهل
«شرق السودان».. مطامح السياسة ومطامع الثروة
9/ يناير/2008
  رصد: نصير المغامسي ( الخرطوم)
مشكلات اقليم الشرق هي جزء من مشكلات السودان ككل، وقد تكون نموذجا مصغرا للمشكلات التي يعيشها ذلك البلد في مختلف اقاليمه، وهذا الاقليم يحده من الشمال مصر ومن الشرق اريتريا والبحر الاحمر وفي جزء من الجنوب اثيوبيا وهو اقليم يمتاز بالتداخل السكاني مع تلك الدول وفيه الميناء السوداني الرئيس المطل على البحر الاحمر. السكان الاصليون في اقليم شرق السودان هم قبائل «الهدندوه» و«البني عامر» و «الحباب» و «الامرار» واصبحت منهم قبائل «الرشايدة» التي اصبحت جزءا من النسيج الاجتماعي لشرق السودان والذي استوطنته منذ قرابة المئة عام تقريبا. اقليم الشرق رغم وجود الميناء الرئيسي فيه “ميناء بورتسودان” ووجود الاراضي الخصبة الزراعية ومساحات كبيرة «كدلتا طوقر» و«دلتا القاش» اضافة الى وجود نهري «القاش» و«بركة» اللذين يصبان في منطقتي “طوكر” تجاه بورتسودان، ومنطقة اروما في كسلا لا يزال يعاني الفقر والذي امتد لكافة النواحي رغم أن الاراضي الزراعية كان لها دور اقتصادي هائل في عهد الاستعمار حيث عمد الانجليز الى زراعة القطن والذرة والخضروات ومن ثم تصديرها بكميات ضخمة.
ورغم ان الزراعة لم ترتق الى ذلك العهد رغم تميز ولاية القضارف بزراعة الذرة والسمسم الا انها تشابه الى حد كبير مردود الاهالي من تجارة الحدود مع كل من اثيوبيا واريتريا التي تجري وفقا للاوضاع السياسية الملائمة بين السودان وتلك الدول.
التعليم
ومن المفارقات ايضا ان التعليم حتى الاساسي في هذا الاقليم تراجع كثيرا عما كان عليه في عهد الاستعمار الانجليزي حيث كانت هناك مدارس ابتدائية واعدادية اضافة الى “داخليات” كثيرة جدا الا ان تلك المباني اقفلت مع بدء عقد الثمانينات من القرن الماضي بسبب اهمال الصيانة .وقد تعاقبت على اقليم الشرق انظمة الحكومات في السودان ليصبح في عداد الاقاليم المتخلفة جدا وقد يكون عدم مشاركة ابناء الاقليم في الحكومة المركزية في السابق السبب الرئيسي في عدم معرفة متطلبات واحتياجات ابناء ولايات الشرق.
وقد كان ذلك السبب الرئيسي في نشوء اول حركة سياسية في الاقليم سنة 1958 وهو ماسمي بمؤتمر “البيجا” والذي انطلق من مدينة بورتسودان ليمتد الى باقي المدن الحدودية في الاقليم وتركزت مطالبه على دعم التنمية والارتقاء بالمستوى المعيشي لابناء الشرق وهي المطالب التي تصاعدت تدريجيا الى ان تم تبني رفع السلاح في وجه الحكومة حتى يتسنى تحقيق متطلبات “مؤتمر البيجا” التنموية.
قرار رفع السلاح خلال “مؤتمر البيجا” وجد دعما مباشرا من اريتريا التي دخلت في نزاعات متتالية مع الحكومة السودانية بمجرد اعلان استقلالها عن اثيوبيا. وقد كان الدعم المادي والتدريب العسكري من وفي اريتريا دافعا كبيرا لانخراط عدد من قبائل الاقليم في العمل السياسي والمسلح من خارج “مؤتمر البيجا” كقبيلة الرشايدة التي اطلقت على تنظيمها السياسي “الاسود الحرة” وهو ماشكل “جبهة الشرق” وهي الوعاء الشامل لكل التنظيمات السياسية والعسكرية في اقليم الشرق والذي كان هدفها كما سلف الارتقاء بالمواطن في شرق السودان ودفعه الى المشاركة في العمل السياسي والتنموي ومنح حكم لا مركزي لاقليم الشرق لادارات ولايات الاقليم الثلاث: بورتسودان - كسلا - القضارف برئاسة مساعد رئيس الجمهورية رئيس جبهة الشرق.
ولقد استطاعت الجبهة تحقيق الكثير من المطالب بعضها نفذ وبعضها قيد التنفيذ ونجحت جبهة الشرق ورغم الخلافات التي ظهرت بين مكوناتها وخروج مؤتمر البجا منها وتبادل الاتهامات بين المؤتمر والجبهة وبعض المكونات القبلية الاخرى في الاقليم في لفت الانظار نحو قضايا الاقليم الذي عاش تأخرا تنمويا رغم انه يزخر بالكثير من الثروات.
لكن ما اخذ على جبهة الشرق اتهامها بانها اداة لاريتريا في وجه الحكومة وهي الاتهامات التي ساقها معارضون اعضاء في الجبهة وفي مؤتمر البيجا. و باعتبار ان شرق السودان يشكل عمقا استراتيجيا وامتدادا ديمغرافيا لاريتريا فان اية تطورات لاسيما الامنية منها سوف تنسحب بالضرورة على الغرب الاريتري المتاخم لاقليم الشرق السوداني.
لذا كان من الضروري الهيمنة على أجندة “المؤتمر” حتى لا تخرج عن سياق المصالح الاريترية ومن المآخذ ايضا التي اخذت على تكوين “مؤتمر البيجا” ان الوسيط الاريتري الذي سعى الى دعم وتكوين المؤتمر كان يطالب بمنح المؤتمر مطالبه الديمقراطية والتنموية العادلة رغم الظروف السياسية السائدة في اريتريا لكن من المؤكد ان اي استقرار سيحظى به الشرق السوداني سينعكس ايجابيا على الاوضاع في اريتيريا ولذا كانت الرعاية الاريتيرية لاتفاق اسمرا 2006 بين الحكومة السودانية وجبهة الشرق التي جاءت لتنهي حالة عدم الاستقرار في الشرق ولتكون تتويجا لاتفاق الجانبين حيال موضوعات السلطة والثروة والامن.
رموز الشرق
يعد موسى محمد احمد احد اهم رموز جبهة الشرق ويشغل منصب مساعد الرئيس بعد توقيع اتفاقية اسمرا وكذلك الدكتورة آمنة ظرار الاكاديمية المعروفة في جامعة الاحفاد والتي تنحدر من منطقة بورتسودان وهي من السودانيات الاوائل اللاتي اكملن تعليمهن الاكاديمي، وعبدالله كنه احد اهم قيادات جبهة الشرق وقد كان عضوا في الجبهة الشعبية لتحرير اريتريا قبل الاستقلال وكذلك حسن محمد عثمان كنتيباي والمنحدر من قبيلة الحباب كبرى قبائل الشرق وخريج جامعة بغداد وقد ساهم بشكل فاعل في الثورة الاريترية ويعد من أهم القيادات في الجبهة وسليم مبارك رئيس جبهة الاسود الحرة.
اتفاقية اسمرا
بهذه الاتفاقية اقرت الحكومة السودانية بوجود مشكلات في الشرق لاول مرة وان عليها التفاوض بشكل مباشر مع المعنيين بها لا مع الاحزاب رغم ان الحزب الاتحادي الديمقراطي هو الحزب صاحب الشعبية الجارفة في الاقليم برئاسة محمد عثمان الميرغني.
مع بدء عملية التفاوض بين الحكومة السودانية وجبهة الشرق توالدت ازمات اخرى في شرق السودان فالتجمع الوطني الديمقراطي “آنذاك” حاول الدخول في معترك المفاوضات.
كما ان جبهة الشرق باتت تتفكك بسبب الصراع القبلي الذي نشأ داخلها فكل قبيلة كانت تسعى الى الحصول على أكبر قسم من الثروة والسلطة من الحكومة، فاتفاق السلطة نص على توزيع 60 منصبا دستوريا على ابناء الشرق سواء في مؤسسة الرئاسةأوفي الحكومة الاتحادية الولائية وفي البرلمان ومن هنا بدأت المحاصصة بين القبائل وبدأت معها الاتهامات والانشقاقات داخل جبهة الشرق.
وبقي ملف تنمية الشرق والاستثمار فيه الذي تكونت لجنته مؤخرا كأحد بنود اتفاق اسمرا مرهوناً بالانشقاقات القبلية داخل الجبهة التي يرى عدد من المراقبين انها قد تأخذ منحى تصاعديا قد يعيد معه الصراع المسلح لكن هذه المرة بين قبائل جبهة الشرق.
على الرغم أن الحكومة السودانية عملت منذ توقيع اتفاقية اسمرا على جمع الجزء الاكبر من سلاح جبهة الشرق واستيعاب الجزء المتبقي لكن يبقى عدم وجود الضامن الدولي لاتفاقية اسمرا هو ما يهدد تنفيذها بشكلها الكامل وان تكون انطلاقا للاستقرار في اقليم الشرق السوداني.
ورغم ذلك فان الضامن الوحيد لهذه الاتفاقية كان ولا يزال هو الحكومة الاريتيرية، وفي هذا الصدد يقول الصحفي الاريتري جمال همت: لا أدري كيف جمعت الحكومة الاريترية الفرقاء السودانيين في دائرة التفاوض والاتفاق دون ان يكون هناك مندوبون من الأمم المتحدة او الجامعة العربية او أي من المنظمات الاخرى وان تكون الحكومة الاريتيرية هي الراعي والضامن في نفس الوقت لاقليم الشرق في السودان الذي تتجاوز مساحته اضعاف مساحة دولة اريتريا نفسها ولذا فان اتفاق اسمرا هو اتفاق هش قد يكون نقطةلتجدد النزاعات بين اطرافه.
ويضيف: صحيح ان اريتريا هي امتداد طبيعي لشرق السودان استراتيجيا واقتصاديا واجتماعيا فمعظم سكان الشرق لا يمكن تمييزهم عن المواطنين الاريتريين بل ان من اشرف على سير مفاوضات اسمرة من الجانب الاريتري هو الوزير عبدالله جابر الذي ينحدر من القبائل المشتركة بين اريتريا وشرق السودان بل ان موسى محمد حامد رئيس جبهة الشرق ومساعد الرئيس حاليا لا تستطيع ان تميزه عن اي اريتري اذا ما كان في اسمرا لكن ذلك لا يدعو الى استغلال ملف الشرق السوداني كورقة في وجه الحكومة السودانية وهو الحال الذي قد تنتهجه الحكومة السودانية تجاه المعارضة الاريترية ويتوقف عليه مستقبل شرق السودان.
الحركة الشعبية
وضعية الشرق السوداني في كونه ورقة سياسية بين اريتريا والحكومة السودانية اتاح للحركة الشعبية الدخول في ملعب الشرق على الرغم من عدم امتلاكها لأي امتداد او قواعد هناك..الا ان طلب التحالف الديمقراطي في السودان المعارض (انذاك) والذي ضم (الميرغني- جون قرنق- عبدالعزيز خالد- الصادق المهدي) دخول قوات الحركة الشعبية الى شرق السودان واحتلال “همشكوريب” ووصولها الى كسلا اكبر مدن الاقليم الشرقي كان خطة للتواجد من اجل تعويض فشل التحالف المعارض في مواجهة الحكومة السودانية عسكريا في شرق السودان. لكن اتفاقية “نيفاشا” للسلام بين الحركة الشعبية والحكومة السودانية فصلت قضية الشرق عن قضية الجنوب ثم تلا ذلك تكوين جبهة الشرق ومعها بدأ تفكك التحالف الديمقراطي السوداني حيث عاد الصادق المهدي وكذلك عدد من القوى الاتحادية التابعة للميرغني الذي وقع مع الحكومة السودانية اتفاقية القاهرة وبات التحالف في حكم المنحل وبدأت معه المفاوضات بين جبهة الشرق والحكومة السودانية وهو ما أسفر عنه الاتفاق بين الجانبين في العاصمة الاريترية.

 

عاصفةالحسم

بسم الله الرحمن الرحيم عاصفةالحسم شعر / ادريس نور محمد على * تاقت النفوس لأرض الطهر .......والنقاء الحرم الشريف قبلة النور ومحط الرجاء م...