البني عامر هم اهل دين وورع وقيم واخلاق متدينون ومحافظون علي شعائر الدين ونهج الاسلام ولهذا فهم اسلاميون من حيث المبداء والتوجه وقد نجحت الحركة الاسلامية في استقطابهم الي صفوفها بخطابها المرتكز علي الدين وشعارات الاسلام والشريعة التي رفعتها لانها خاطبت فيهم روح العقيدة الاسلامية المتجزرة في نفوسهم فانخرط في صفوف العمل الاسلامي ابناء البني عامر وجاهدوا فيها وقدموا التضحيات والشهداء في سبيل راية الدين والاسلام وبرز منهم قادة وسياسين في الحركة الاسلامية و تفاعل البني عامر ووقوفهم مع الحركة الاسلامية وثورة الانقاذ كان الاقوي من بين اهل اقليم شرق السودان وهو مايكشف حجم التايد القوي الذي وجدته الحركة الاسلامية باعتبارها اكثر الاحزاب السودانية نجاحا في استقطابها للبني عامر فقد بايعوها باعداد كبيرة وضخمة وغير مسبوقة بالقدر الذي نكاد نجزم فيه انه لم يتبقي من البني عامر شخص اخر ينتمي لبقية الاحزاب السياسية في الساحة بما فيها احزاب الشرق هذا الولاء والتدافع الكبير من جانب البني عامر لم يجد حقه من التقدير في المؤتمر الوطني والذي بداء ينتهج سياسة تفقده جازبيته عند البني عامر باعتبارهم اغلبية ناخبيه في شرق السودان ومن ابرز هذه السياسات تجاهلهم في ترشيح الولاة والترشيحات علي مستوي الدوائر القومية والولائية ودوائر المراة والقوائم النسبية مع انهم يشكلون غالبية الناخبين للمؤتمر الوطني كما زكرنا علي سبيل المثال في البحر الاحمر وكيل ناظر البني عامر السابق هو مؤتمر وطني ورفض ترشيح جبهة الشرق له في منصب رئيس لجنة في المجلس التشريعي بالولاية عند توقيع اتفاق سلام الشرق الا انه لم يشفع له ذلك الموقف او حتي كونه مؤتمر وطني من الاقالة عن مجلس شوري البني عامرالذي كان يقوده وهو لم يدرج في قائمة المرشحين لمنصب الوالي وقد يضطر للنزول كمستقل وقد تحرك البني عامر قبل هذا مطالبين بتغير الوالي اكثر من مرة فاجابهم المؤتمر الوطني بترشيحه للوالي في الانتخابات القادمة وفي كسلا كنا نظن وان بعض الظن اثم ان المؤتمر الوطني قد يحافظ علي التوازن القيلي بمرشح من البني عامر كما كان معمولا به في السابق الانه ايضا لم يفعل وخسر نقطة اخري من رصيده في البني عامر
الحال في القضارف ليس افضل من البحر الاحمر وكسلا البني عامر 40% من السكان وثاني اكبر المجموعات العرقية الا انهم في هامش اولويات المؤتمر الوطني بولاية القضارف لم يحصلوا الا علي مرشحيين اثنين فقط للمجلس التشريعي من جملة ترشيحات المؤتمر الوطني بالولاية و التطفيف الذي صاحب التعداد السكاني ثم ماتبعه من تقسيم للدوائر الجغرافية اخرج معظم مناطق البني عامروحجم مساحة مشاركتهم في اتخاذ القرار والتمثيل في الحكم عبر الانتخابات ووضعهم في خانة الاقلية مما يتعارض مع حجمهم الطبيعي واعدادهم الكبيرة وهذه نقطة اخري يخسرها المؤتمر الوطني من رصيده عند البني عامر والسؤال هو الي متي يتبع البني عامر المؤتمر الوطني ؟ وهل وصلوا الي قناعة تكفي لتحول عنه الي احزاب اخري؟ وللاجابة علي هذا السؤال لابد ان لنا من معرفة تركيبة البني عامر فهم سريعوا التاثر بالاخر والاخر هنا هم بقية المجموعات السكانية التي يختلطون معها من اهل الهامش فاعراض اهل غرب السودان عن المؤتمر الوطني وسياساته التي تكرس العنصرية قد يدفع البني عامر للاعراض عن المؤتمر الوطني فقد كان اهل غرب السودان من اوائل الاسلاميين الذين جاهدوا في حركة الاسلام السياسي في السودان وقد اسهموا في نشرمشروع الحركة الاسلامية ونقلها لبقية اهل السودان لاسيما الشرق واغلبهم الان في موقف معارض للمؤتمر الوطني وهم قد عانوا سياسات الاقصاء والتهميش ولربما وجد فيهم البني عامر نصفهم الاخر المهمش وشاركوهم معارضة المؤتمر الوطني فيضيق الخناق علي المؤتمر الوطني شرقا كما ضاق بهم غربا .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق