الخميس، 30 سبتمبر 2010

قصيدة المؤتمر للدكتور محمد عثمان جرتلي

  •  هذه القصيدة القيت بمناسبة قيام المؤتمر التاسيسي لمؤتمر البجا في العام 1958
 
اليوم يومك يا قصيدي فانشدي ـ وتغن بالشعر الفريد وغرد

إن لم أكن لبني العمومة منصفاً ـ لا كنت يا شعري ولا كانت يدي

أنا من يجلكم ويفنى دونكم ــ ويذود عن أرض الجدود ويفتدي

فتحية من شاعر ومواطن ــ شرفتموه بذلك الحفل الندي

لا خير في شعب يعيش مفرقاً ـ وتسوده الأطماع دون تقيد

بالإتحاد يسود كل مضعضع ــ ويعز كل مصنع ومشيد

ضموا الصفوف ووحدوا آراءكم ــ لا خير في ذي الرأي غير موحد

كنتم قبائل لا تساند بعضها ــ يسطو القوي على الضعيف ويعتدي

حتى اعتدى جمع اللئام عليكم ــ وسطا عليكم كل وغد مفسد

فبقيتموا مثل اليتامى حقبة ــ لا الدمع يجديكم وليس بمرشد

حى نهضتم يوم طالب قومكم ـ بالموت فوراً أو جلاء المعتدي

كنتم من السودان خير مناضل ـــ وشعار تضحية وبسمة سؤدد

سالت دماؤكم الزكية حرة ـ برصاصة المفني ودون تردد

ضحيتم بنفوسكم ونفيسكم ـ ووقفتموا في الحق مثل الجلمد

حتى انتهى المستعمرون واذعنوا ـ لإرادة الشعب القوي الأوحد

وتبوأ السودان مركز ماجد ــ حر بهذا العالم المتبلد

ومضى كسيل جارف نحو العلا ــ لم يخشى من مرغ به أو مزبد

وتعاقبت فيه حكومات فلم ـ تلقِ لكم غير الفتات المجهد

فصبرتموا حتى تنالوا بعض ما ـ من أجله ضحيتموا بالمرقد

فصبرتموا حرصاً لوحدة قطركم ـ حتى ينال المجد غير مقيد

لكن من حكموا البلاد تنصلوا ــ عن وعدهم ونسوا جلال الموعد

فالجوع يجتاح البلاد مخرباً ــ والفقر والآلام والعيش الردي

وهناك في الخرطوم قوم رفهوا ــ لم يشعروا بالعري والحلق الصدي

يردون من ماء فرات وافر ــ والماء عندكم سراب مبدد

مات النساء ويتمت أطفالكم ــ فالكل بين ممزق ومشرد

وسبيل عيشكم بأيدى غيركم ــ والباب من أرزاقكم كالموصد

يا قوم هبوا مخلصين وناضلوا ـــ في الحق لا تخشوا عدى أو معتد

قولوا لإخوان لكم لم يشعروا ــ بعذابكم إنا هنا في موقد

ضاقت بنا الدنيا وقل نصيرنا ــ ونسير حتماً للفناء الأسود

إن تنيلونا الحقوق وتلفتوا ـ أنظاركم نحو الشقاء الزائد

وتخففوا عنا العناء وتخلقوا ـ من أرضنا نهلاً نقي المورد

بالعلم والخلاص والحق الذي ـ هو حقنا بل حق كل مجاهد

وتوفروا سبل الحياة وتوجدوا ــ خير العلاج لعاجز ومسهد

ونخشى عليكم من جياع شردوا ــ ونخاف ثورة عاطل مستعبد

إن الفضيلة لا تقيل مطمعاً ـــ أو ترتجى من جائع متشرد

إنا لنعلم أن بلادنا ــ والبحر كنز زاخر لم ينفد

فلنا المعادن ثروة مخبوءة ـــ والبحر يزخر بالثراء العسجدي

ولنا من السودان فضل زراعة ــ إن أصلحت فاضت بخير مفرد

كم من مياه عذبة هدارة ـــ ذهبت سدى للبحر دون تهجد

وبطوكر والقاش رزق وافر ــ يكفي الجياع مدى الحياة ويغتدي

بكل ركن إن أردتم ثروة ـــ إذ ما استغلت ثم لم تتبدد

عمرتموا بدياركم وبنيتموا ـــ وديارنا نهب الفناء الأسود

فهبوا لنا من بعض ما عمرتموا ـ نحميكم يوم النضال المرعد

ونكون حصنكم المنيع على العدى ــ ونصير في أيديكم كمهند

إن تتركونا للردى سنزود عن ـ أرواحنا في يومنا أو في الغد

فشريعة الدنيا نضال دائم ـــ والنصر للحر الكريم الماجد

اخواننا هذا عتاب صارخ ــ من مهجة الشرق الكلوم المقعد

هذا عتاب أخ لاخوان له ــ الفرق بينهم كأطراف اليد

أنتم تفوقتم فشدوا أزرنا ـ فنشد أزركم ولم نتردد

دعوا كلام المفسدين ولغوهم ـــ إنا من السودان فخر المولد

لم ندع يوماً للشقاق ولم نثر ــ مثل العدو ضغائناً لم تسعد

قد أول الحساد مؤتمراتنا ـ دعوى انفصال بئس قول الحسد

إنا نطالب حقنا من أهلنا ــ وبني عمومتنا كرام المحتد

سوداننا تفديه كل قلوبنا ـــ يوم الردى جل الفدى والمفتدى

إنا لنهوى أن نراه مخلداً ـــ يختال فخراً فوق هام الفرقد

ونرى بنيه الفاضلين تبوأوا ـــ في عالم الأحرار أحسن مقعد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

عاصفةالحسم

بسم الله الرحمن الرحيم عاصفةالحسم شعر / ادريس نور محمد على * تاقت النفوس لأرض الطهر .......والنقاء الحرم الشريف قبلة النور ومحط الرجاء م...